الجنوب على المحك

منبر عدن - متابعات

طالعتنا صحيفة "الأيام" الغراء، بخبر في العدد الصادر بتاريخ 26/11/2022، مفاده أن العميد طارق عفاش يشكل وحدات عسكرية في مناطق الصبيحة، وإن كان الخبر صحيح فالأمر خطير للغاية، فلقد دخل في ملعب غير ملعبه، وأعتقد بأنه لن يتجرأ على الإقدام بمثل هذا العمل الخطير إلّا بعد حصوله على ضوء أخضر من جهات إقليمية ودولية والهدف هو الهيمنة على منطقة باب المندب وعلى وجه الخصوص جزيرة ميون الجنوبية، ولتأمين ذلك كان لابد من تأمين غطاء وهذا الغطاء هو أرض الصبيحة وأبنائها، ويعتبر هذا الإجراء نسف لأي تسوية قادمة بين الشمال والجنوب وهذا العمل استباقي سيغير الوضع الجيوسياسي في المنطقة ولا أحد يعلم إلى اين تسير الأمور مستقبلا.

 

وإن ضاعت الجزيرة من بين أيدي الجنوبيين فستنقلب المعادلة السياسية رأسا على عقب فلن يصبح الجنوب جنوب وستُعتبر القضية الجنوبية شذر مذر، وستوجه للجنوب ضربة قاسية، أقسى من حجز حضرموت والمهرة الآن والمماطلة بعدم البت في نقل قوات المنطقة العسكرية الأولى والتي لم يصدر قرارا رسمي بنقلها من رئيس المجلس الرئاسي الجديد ولا حتى من التحالف رغم المطالبات الجماهيرية في حضرموت لخروج تلك القوات من الوادي والصحراء.

 

اليوم الجنوب على مفترق طرق، إما أن يكون أو لا يكون، وأصبح اللعب على المكشوف مما يعني أن ملامح التسوية بدأ يظهر وأن جغرافية الجنوب سيتم تقسيمها لأهداف أخرى غير معروفة.

 

هل المجلس الانتقالي يدرك خطورة هذا الإجراء وما هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به لمنع مثل هذه الإجراءات لقد أصبحت مصداقيته على المحك.

 

ما هو دور القوى السياسية الجنوبية بمختلف كياناتها وأيضا الشخصيات السياسية التي مازالت تقدم نفسها للعالم من خلال طرح مبادراتها السياسية واحده تلو الأخرى بمناسبة وبدون مناسبة هل سوف يسكتون ويغضون الطرف عن مثل هذه الإجراءات أم أنهم فالحون في الصراعات البينية الجنوبية وهل هناك صفقة قد تم طبخها على نار معاناة الجنوبيين من تجويع وحروب الخدمات والإرهاب والنازحين حتى لا يقوى على مواصلة النضال في الحفاظ على وحدة الجنوب؟

 

الأمر أكبر مما يتصوره البعض، إن تمت الصفقة كون الحرب لم تنتهِ بعد وأظهرت التجربة بأن لا أمل في هزيمة الحوثي المرتبط بإيران بسبب تخاذل القوى السياسية الشمالية وهذا سيتسبب في فقدان أهم موقع استراتيجي يهم الأمن القومي العربي قبل أن يهم الجنوب والذي من المحتمل أن يسقط بأيدي إيران عبر وكيله الحوثي عبر تفاهمات من تحت الطاولة بين القوى السياسية اليمنية.

 

وإن غلبت الروم فإن آخر حصن سيتبقى للجنوب هو شعب الجنوب الذي سيرفض بلا شك أي تقسيم أو تفتيت للجنوب، أو منح أو اقتطاع جزء منه لصالح أي قوى سياسية أو عسكرية شمالية بعد تحريره وتقديم تضحيات عالية الثمن.

والله هو السند والحامي

مقالات الكاتب