تعازي ومواساه
رجل الأصالة والنقاء والاستقامة في ذمة الله
للموت رهبة وجلال كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد.
لماذا يثير الموت هذه الرهبة الكبرى؟ ولماذا نبكي الراحلين لمحطات أخرى انتظاراً لحياة أخرى ونحن سائرون إليها شئنا أم أبينا؟
إننا في الحقيقة لا نبكيهم لأنهم رحلوا بل نبكي أنفسنا لأنهم تركونا وحدنا.
إن كل الآمنا ودموعنا وفرقنا وقلقنا لأننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا وقد كانوا بعض سلوتنا أو جزءا من حياتنا أو بقية من رفاقنا وهو مثال للطهر والنقاء والاستقامة.
إننا نبكي اليوم فقداننا لصديق عزيز ورجل من رجال المواقف الثابتة، الفقيد “أحمد عبدالله الوحيري" رجل من طراز نادر في معدنه وفي صفاء روحه وطيب معشره صديق صدوق ورجل اجتماعي شريف وقيادي حازم من مؤسسي جمعية أبناء يافع بعدن ومن قياداتها حتى وفاته حيث كان يشغل منصب نائب الرئيس وهو كما عرفته وزاملته في الهيئة الإدارية للجمعية دينمو الجمعية وبحكم تخصصه فقد أشرف شخصياً على تشييد مبنى الجمعية وكان ذلك الشريف الحريص على ممتلكات الجمعية وعلى نشاطها الخيري.. إنه وبحق رجل صادق نصوح شجاع في قول كلمة الحق وهو المهندس الكفؤ الشريف طاهر اليد فضل ان ينحى بنفسه منحى آخر بعيداً عن الوظيفة العامة حيث لم يرغب بمواصلة عمله كمهندس في مكتب الاستثمار التابع للأراضي وفتح لنفسه مكتباً هندسياً خاصاً للتصميم والاشراف وحظي بشهرة كبيرة في مجال الاشراف على البناء لأنه مهندس كفوء وأمين وصادق وشريف.. مهندس يهابه المقاولون ويعلمون انه لا يمكن استمالته أو تمرير أي شي عليه.
عرفته منذ العام ١٩٩٢م واستمرت لقاءاتنا وبعد سفري استمر تواصلنا وآخر تواصل كان يوم ١٧ أكتوبر وهو يتلقى علاجه في المملكة العربية السعودية.
رحمك الله أيها الرجل الأصيل..
رحمك الله يا رجل النقاء والصفاء والطهر
رحمك الله يا صديقي الصدوق وأسكنك فسيح جناته.
أبو وضاح القعيطي