تعازي ومواساه
رابطة الطلبة اليمنيين بموسكو تنعي رحيل المفكر الدكتور أبوبكر السقاف
خسر اليمن والأمة العربية احد عمالقة الفكر الفلسفي في التاريخ المعاصر وخسرت رابطة الطلبة اليمنيين-موسكو احد مؤسسيها والداعمين لها وللحركة الطلابية عمومًا.
لقد أسس الدكتور أبوبكر السقاف قسم الفلسفة بجامعة صنعاء، وتتلمذ على يديه عديد من الطلبة الذين صار منهم البروفيسورات والدكاتره والمحترفين في جميع التخصصات.
لم يكن الفقيد السقاف استاذًا جامعياً فقط، بل محترفاً ومتبحراً ومجددًا في تخصصه - علم العلوم- كما كانت الفلسفة تسمى ذات يوم، إضافة الى ذلك كان الفقيد رجل صاحب صوت ورأي وموقف متميز في كل الشؤون الوطنية والسياسية والإجتماعية، صوتاً لا يخبو ولا يهتز امام عواصف السياسية وهراوات البوليس، فقد تعرض بسبب رأيه وصوته المدويين لكافة اشكال التنكيل والملاحقة والإختطاف والإخفاء واقسى انواع التعذيب.
البروفيسور والعقل الأكاديمي الذي ملأ صوته الآفاق نصرة للحق ورفضا للباطل، عانى من الجحود ولم يجد من يسدد فاتورة علاجه.
ولد الدكتور أبوبكر السقاف في اليمن في منطقة الوهط بمحافظة لحج، تلك المحافظة التي انجبت الكثير من المفكرين والعلماء والسياسيين والكتاب والأدباء والفنانين.
غادر السقاف إلى العاصمة المصرية القاهرة ضمن بعثة "نادي الشباب اللحجي"، مطلع العام 1954، ووجد هناك ما يرضي شغفه للقراءة،، وبعد قيام الثورة المصرية عام 1952م، كان من الطلبة الأوائل الذين التحقوا بالجامعات المصرية.
نشط الطالب المجد والمجتهد في التحصيل العلمي، وفي الانفتاح على تيارات العصر الحديث وفلسفاته المختلفة، وتابع باهتمام التطورات الفكرية والأدبية والسياسية في العصر الحديث والمنطقة العربية وفي اليمن بصورة أخص.
كان الفقيد العنوان الأبرز في المؤتمر العام الأول 1955م للطلبة اليمنيين. حيث اُنتخب ليكون السكرتير الأول للمؤتمر العام للطلاب في القاهرة، وكان لهذا المؤتمر دور كبير وفعال في تحقيق التلاقي وتعزيز الترافد مع الحركة النقابية العالمية، سواء عبر الاتحاد العام للعمال أو النقابات الست فيما بعد، كما كان رافداً مهماً للجبهة الوطنية المتحدة، وللحركة السياسية بصورة عامة، وترك أثره على الحركة السياسية بما في ذلك الاتحاد اليمني، عاد في العام 1959م إلى مدينة تعز ، قبل أن يُبتعث إلى روسيا لمواصلة تعليمه في تخصص الفلسفة، وتعمق في دراسة الفكر الفلسفي في مراحله المختلفة، وكان من أول المؤسسين لرابطة الطلبة اليمنيين-موسكو في ستينيات القرن الماضي.
عاد إلى أرض الوطن عام 1974م ، والتحق كأستاذ للفلسفة بجامعة صنعاء، خلال مرحلة تكوين القسم الأول في الجامعة، لتصبح هذه المرحلة بداية مراحل إنتاجه الأدبي والفكري، التي نشر خلالها في إصدارات المجلات الثقافية والأدبية أبحاثه ودراساته.
وعقب أيام من الحرب التي اشعلتها ميليشيات الحوثيين على اليمنيين وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، غادر الدكتور والمفكر اليمني أبوبكر السقاف على متن طائرة إجلاء تابعة لوزارة الطوارئ الروسية نحو موسكو، برفقة زوجته الروسية، حاملًا معه صنوفا من الخيبة والخذلان والتهميش التي عانى منها في بلده.
ظلّ السقاف خلال السنوات الأخيرة من عمره طريح فراش المرض في أحد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو، فحتى توفاه الله
منذ عام 2014 بدأ مرض العضال يهدد حياة الدكتور أبو بكر السقاف، إلى أن وافته المنية اليوم الثلاثاء الموافق 13.12.2022 ، بمشفى في العاصمة الروسية موسكو، ليموت المفكر والرائد في مكافحة الظلم والاضطهاد والاستعمار الداخلي عن عمر ناهز 88 عاما .
ومن أبرز كتاباته الأخيرة:
الوجوه الثلاثة لدولة الحرب عن المجتمع
القضية الكبرى الغائبة: الدولة المدنية، لوم الضحية
تبشير المسلمين بالإسلام او الاضطهاد الديني في صعدة
في ذكرى الاستقلال الذي ضاع غير مرة
تحويل جامعات الدولة الى مكاتب علاقات عامة، ثقافة الحصانة "نظرية الاذلال".
عرف الفقيد الكبير أبو بكر السقاف بمقالاته الفكرية والسياسية من خلال عدد من الصحف الوطنية وعلى رأسها "الايام" و "التجمع"، وواصل الكتابة في صحيفة النداء، حيث يعتبر واحداً من أهم الوجوه الفكرية اليمنية كما شغل مناصب أكاديمية عدة في عدد من الجامعات اليمنية.
و إثر هذا المصاب الجلل تتقدم رابطة الطلبة اليمنيين - موسكو و أبناء الجالية اليمنية في روسيا الاتحادية بخالص العزاء والمواساة للشعب اليمني عامة ولأسرة الفقيد خاصة، داعية الموالى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته و مغفرته.
رابطة الطلبة اليمنيين - موسكو
13.12.2022