ثقافة وفن
الشاعر بدر الجهوري..وتكريم مٌستحق من محبيه
بدر الجهوري.. له من اسمه نصيب.. فهو بدرٌ سطَعَ نوره وأضاءَ سماء الإبداع الشعري، بحضوره القوي وإبداعه المتميز الذي جذب قلوب جمهوره ومحبيه وأبهرهم بروعة أشعاره وتآلفها وتوافقها مع صوته الجَهْوَري.
عرفناه شاعراً صاحب مواقف وطنية ثابتة منذ بداية ثورتنا شعبنا الجنوبي السلمية حيث كانت أبياته الشعرية تتداول على أوسع نطاق، وبرز أكثر في غمار مواجهة الغزاة الحوثيين يتصدر الصفوف بالسنان واللسان، وامتاز بنظم وإبداع كثير من أبياته الحماسية في متارس المواجهات وخنادق الشرف، فتلازمت بندقيته المعمّرة مع أبياته الشعرية المدوية التي لها وقعها المؤثر في تأجيج مشاعر المقاتلين وشحذ هممهم، وما زال شاك السلاح، ولا يتأخر تلبية الواجب الوطني.
كما برز في العمل الاجتماعي والخيري المثمر، وكانت له بصماته الواضحة في هذا المجال، حيث انبرى مع كوكبة من رفاقه فرسان الشعر الشعبي في يافع في خوض تجربة المسابقات الشعرية المكرسة بمردودها المالي لأعمال الخير وتجلى ذلك بصورة مثلى في إنجاح المسابقة الكبرى الخاصة بمشروع طريق الشهيد القائد منير محمود (أبو اليمامة)، طيب الله ثراه، التي تربط (العسكرية- مشألة-المفلحي) وقد كانت حلماً للشهيد وأولوية سعى لانجاحها في حياته وبدأ العمل الفعلي فيها بمتابعة شخصية منه وبتجاوب وتكاتف الأهالي ودعم رجال المال والأعمال وأهل الخير، في ظل غياب دور الدولة عن دعم مثل هذه المشاريع الحيوية.
وكان الشاعر الجُهبذ بدر الجهوري أحد أبرز الشعراء الذين أسهموا مجتمعين في إنجاح مسابقة هذا المشروع الحيوي، وعرفاناً وتقديراً لدوره الهام جاءت لحظة تكريمه بمبادرة من جمهوره ومحبيه، في فعالية شهدتها العاصمة عدن واحتضنتها قاعة الفخامة، السبت الماضي الموافق 20نوفمبر2021م وجرى الإعداد لها بشكل يليق بصاحب المقام، البدر الهُمام، سواء من حيث التنظيم والإخراج أو تنوع الفعاليات من رقص وغناء أو مشاركة نخبة من رفاقه الشعراء المشهورين ممن جاؤا لمشاركته الفرحة وأطربونا بأبياتهم الشعرية التي حملت التهاني ورسمت أجمل الأوصاف للشاعر المحتفى به، أو تلك المشاركات التي أطلت علينا من أصقاع المعمورة عبر شاشات مكبرة توزعت في القاعة فسهل متابعة المشاركات الصوتية، كما تم تقديم مادة فلمية وثائقية لخصّت طريق النجاح الذي قطعه الشاعر حتى بلغ ذرى المجد، واحتل بإبداعه قلوب محبيه وجمهوره الكبير المنتشر في أرجاء الوطن وفي المهجر.
أعترف أنني شخصياً من أشد المعجبين بالشاعر بدر الجهوري والمتابعين عن بُعد لإبداعه الشعري الذي بدأه في مهجره من خلال إطلالاته عبر وسائل التواصل، ثم من خلال ساحات النضال الجنوبي ومتارس القتال في جبهات المواجهة مع الغزاة الحوثيين، ولعل سر شهرته هو امتلاكه لموهبة الشعر نظماً وأداءً بأسلوبه المميز والملفت وبصوته (الجهوري) الذي يشنف الأذان ويأسر المشاعر والوجدان، فضلاً عن ثقافته العامه وامتلاكه لناصية اللغة التي يطوعها في مشاركاته النثرية والشعرية ..
وهذه هي المرة الأولى التي أتعرف عليه شخصياً، وبطلب من محبيه، منظمي الحفل، تشرفت بإلقاء كلمة الضيوف في مهرجان تكريمه واعتبرت تكريمه تكريماً للشعر والشعراء الذي يجسده شخص المحتفى به بأنصع الصور والمواقف، كما شاركت ضمن لجنة تكريمه التي ضمّت الشاعر الكبير الشيخ محمد سالم علي الكهالي والشيخ صابر النقيب، نجل المرجعية الجنوبية الشيخ عبدالرب النقيب.. ولكم هو رائع ذلك الحب الذي حظي به شاعرنا بدر الجهوري وهو لوحده أروع تكريم يفوق الجائزة الممنوحه له ..
وهذه مجرد تهنئة له، وتحية لجمهوره الوفي الذي بادر لتكريمه، فحل محل الدولة الغائبة عن تكريم رموز الإبداع في مختلف المجالات.