محلية
مليشيا الحوثي تتجاهل تحذيرات أكاديمي من كارثة جيولوجية قد تضرب ذمار
حذّر أكاديمي في جامعة ذمار من كارثة جيولوجية وشيكة قد تضرب مدينة ذمار في أي لحظة، وهي التحذيرات التي قوبلت بتجاهل من مليشيا الحوثي التي اعتبرتها "تنبؤًا بالغيب".
وأكد الدكتور علي حسين السنباني، عضو هيئة التدريس في قسم الجيولوجيا والبيئة بجامعة ذمار، عبر تدوينة نشرها على حسابه في منصة فيسبوك، أن المنطقة تقف على أرض "رخوة ونشطة زلزاليًا وبركانيًا"، وأن "الزلزال القادم مسألة وقت". داعيًا الجهات الرسمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي خسائر محتملة، وهو الطلب الذي قوبل بنوع من الاستهتار وعدم المسؤولية.
وأشار السنباني إلى أن الواقع الجيولوجي "لا يحتمل التهاون"، وأن الأبحاث والتقارير الجيوتقنية التي نُفذت حتى عام 2025، إلى جانب السجل التاريخي للمنطقة ـــ ومنها زلزال العام 1982 الذي وصل إلى ست درجات بمقياس ريختر ـــ تشير إلى نشاط زلزالي متكرر غالبًا ما يظهر على شكل "حشود زلزالية" مرتبطة بالتحركات التكتونية والبركانية.
واعتبر أن الهدوء الحالي للمنطقة "ليس سوى مرحلة تجميع للإجهاد الأرضي" قبل وقوع حدث كبير.
كما أوضح أن خطورة ذمار مضاعفة نتيجة انتشار البناء على رواسب بركانية وتربة هشة تعمل كمُضخّم للموجات الزلزالية، ما يجعل حتى الزلازل المتوسطة مدمرة. ونبّه كذلك إلى احتمالية حدوث تميع للتربة في المناطق المشبعة بالمياه، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار المباني فورًا أثناء الاهتزازات.
وخلص السنباني إلى أن احتمالية وقوع زلزال أو نشاط بركاني كبير في ذمار "عالية وقائمة بشكل دائم"، نظرًا لموقعها على خط تأثير انفتاح البحر الأحمر ووقوعها فوق حقل "ذمار–رداع" البركاني.
ودعا في منشوره إلى إعلان حالة تأهب هندسي تشمل إجراءات فورية، أبرزها: وقف البناء العشوائي، وإلزامية فحص التربة وتصميم الأساسات وفق المعايير الحديثة، إضافة إلى تدعيم المباني القائمة والحيوية مثل المستشفيات والمدارس، وكذلك تحديث خرائط المخاطر ومنع التوسع العمراني باتجاه الفوالق النشطة.
واختتم السنباني تحذيره بالقول: إن "الأرض تحت ذمار رخوة بطبيعتها ونشطة بتاريخها"، مؤكدًا أن "الاستعداد المبكر هو الفارق الوحيد بين النجاة والكارثة"، حدّ تعبيره.