دولية
كمبوديا وتايلاند.. إجلاء عشرات الآلاف من خط النار مع احتدام المواجهة
أجلت السلطات في كل من كمبوديا وتايلاند عشرات الآلاف من المناطق الحدودية، فيما تواصلت المعارك بين الجانبين.
وأُجلي أكثر من مئة ألف كمبودي من مناطق حدودية مع تايلاند منذ استئناف الاشتباكات الأحد بين البلدين المجاورين في جنوب شرق آسيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع مالي سوتشياتا: "في المجموع، أُجليت 20105 عائلات، أو 101229 شخصاً، إلى ملاجئ وأقارب في خمس مقاطعات".
وفي غضون ذلك، أُجلي أكثر من 180 ألف تايلاندي من مناطق حدودية مع كمبوديا.
وذكرت الحكومة الكمبودية على "فيسبوك": "ارتفع عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بسبب القتال بين تايلاند وكمبوديا إلى 180125 شخصاً في أربع مقاطعات".
وتصاعدت حدة القتال بين البلدين على حدودهما المتنازع عليها الثلاثاء وامتدت إلى جبهات جديدة، وسط اتهامات متبادلة بقصف مناطق مدنية وتعهد بانكوك بالمضي قدماً في تنفيذ خطط عملياتها العسكرية.
ومع تبادل الطرفين الاتهامات بالمسؤولية عن تجدد الاشتباكات الإثنين، لم يتضح كيف أو ما إذا كان من الممكن إنقاذ وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو/ تموز.
وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت لرويترز في وقت متأخر الثلاثاء إن بلاده "مستعدة لإجراء محادثات في أي وقت"، لكن وزير خارجية تايلاند قال في مقابلة إنه لا يرى أي إمكان لإجراء مفاوضات، مضيفاً أن الوضع لا يسمح حالياً بوساطة طرف ثالث.
وقال الجيش التايلاندي إن دباباته أطلقت قذائف على مجمع كازينو حدودي يستخدمه الجيش الكمبودي منطقةً لتخزين الأسلحة، تزامناً مع شن طائرات مقاتلة غارات جوية لليوم الثاني على ما قال سلاح الجو إنها أهداف عسكرية استراتيجية.
وأكدت تايلاند عزمها إضعاف قدرة جارتها على شن هجمات، وقال جنرال كبير قبل يومين إن هدف الجيش هو "شل القدرة العسكرية لكمبوديا لفترة طويلة مقبلة".
وقالت وزارة الدفاع الكمبودية إن قواتها لم يكن أمامها خيار سوى اتخاذ إجراءات دفاعية اليوم، متهمةً تايلاند "باستهداف المناطق السكنية المدنية بشكل عشوائي ووحشي" بقذائف المدفعية، وهي اتهامات نفتها بانكوك.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان إلى وقف فوري للأعمال القتالية واستئناف إجراءات التهدئة المتفق عليها في قمة أكتوبر/ تشرين الأول بحضور ترامب.
واشتباكات الإثنين الماضي هي الأعنف منذ تبادل إطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة الذي استمر خمسة أيام في يوليو/ تموز، عندما قُتل ما لا يقل عن 48 شخصاً ونزح 300 ألف، قبل أن يتدخل ترامب للتوسط في وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الدفاع الكمبودية إن تسعة مدنيين قُتلوا منذ أمس وأصيب 20 آخرون بجروح خطيرة، في حين قال المسؤولون التايلانديون إن أربعة جنود لقوا حتفهم في القتال وأصيب 29 بجروح.
وتصاعد التوتر منذ أن علّقت تايلاند الشهر الماضي إجراءات خفض التصعيد المتفق عليها في قمة حضرها ترامب، والتي تضمنت سحب القوات والأسلحة الثقيلة وتحرير أسرى الحرب الكمبوديين، بعد أن أصيب جندي تايلاندي جراء لغم أرضي قالت بانكوك إن كمبوديا زرعته، وهو ما نفته كمبوديا.
ولم يتضح بعد سبب اندلاع الجولة الأحدث من الأعمال القتالية، ولم تظهر بعد أي مؤشرات على تراجع أي من الجانبين رغم تعهدهما بالالتزام بالسلام.
واندلعت معارك في مواقع جديدة اليوم على الحدود الممتدة بطول 817 كيلومتراً.
وقال الجيش التايلاندي إن عمليات جارية بقيادة البحرية لطرد جنود كمبوديين، وأضاف أن كمبوديا استخدمت طائرات مسيّرة لإسقاط القنابل وأطلقت قصفاً مدفعياً وصاروخياً.