الجبواني يدّعي بعدم وجود هوية جنوبية مشتركة

أدعى وزير النقل السابق صالح الجبواني، عبر تغريدة نشرها في تويتر أمس السبت رصدها محرر "منبر عدن" بعدم وجود هوية جنوبية مشتركة وجامعة، معللاً ذلك بما سماها بتجربة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال الجبواني، في التغريدة نفسها، بأن الكثير مما أسماهم بالرموز اليمنية أصبحوا يسلمون، بما وصفهم، بالعصابة المناطقية بأنها هي الجنوب، وهي من تمثل الجنوب، معتبراً ذلك إتجاه خطير على مستقبل اليمن كله.

من جانبهم أعتبر نشطاء ومراقبون سياسيين جنوبيين أن ما يقوله الجبواني يقدح بالهوية الجنوبية على نحو غير منطقي، وينسف بكل الحقائق التاريخية، ويقدم صورة زائفة عن الجنوب، الذي، حسب قولهم، كان يمثل شعب وقضية ودولة وهوية واحدة.

مشيرين إلى أن المبررات التي قدمها الجبواني، في نفيه للهوية الجنوبية المشتركة، كانت مجرد إنطباع شخصي بسبب خلافه مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ولم تكن تستند إلى حقائق علمية أو موضوعية ولا إلى معلومات واقعية وتاريخية تدعم ما قاله.

موضحين بأن الأعمال العنصرية والمناطقية الفردية، وإن وردت، فهي لا تمثل المجلس الانتقالي ولا القضية الجنوبية، وأن حصولها أمر وارد وطبيعي في كل التجارب الإنسانية، فلا يمكن لهذا أن يقدح في الهوية الجنوبية الجامعة والمشتركة.

منوهين إلى أن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه، بتلك الصورة السياسية الجامعة وبذلك التأييد الشعبي الجارف، ما هي إلا دلالة ضمنية للإجماع الشعبي الواحد وللهوية الجنوبية المشتركة الذي يلتف حولها الشعب من مختلف مناطق ومحافظات الجنوب.

معتقدين بأن هذا الخطاب الذي يقدمه الجبواني لا يخدم سوى أعداء الجنوب، واصفينه بالسعي المتعمد لحرف مسار القضية الجنوبية وإبرازها بصورة هشة وهزيلة، بدعوى أنها تفتقر للمرجعية الجامعة والتمثيل الشعبي والوطني المشترك.

محذرين من خطورة هذا المسعى على مستقبل الجنوب، ومتهمين الجبواني بأنه لا يرمي إلى استفزاز الرأي العام الحنوبي والطعن بالثوابت الوطنية وإحداث بعض الإرباك والصخب السياسي الفارغ وحسب، بل وافتعال معارك جدلية مثيرة، يروم بها التسويق لذاته عند الأطراف الفاعلة في الشأن اليمني، كممثل لطرف جنوبي، ضمن الأطراف الجنوبية الأخرى التي كان قد صورها بأنها محض كيانات عنصرية ومناطقية متنازعة وبلا جامع مشترك.