بوتفليقة يُوارى الثرى في مراسم رسمية باهتة

منبر عدن - وكالات

ووري الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الثرى اليوم الأحد في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة الجزائر، المخصصة لأبطال حرب الاستقلال، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما لم يحظى بكل مراسم التكريم كأسلافه، فيما حضر مراسم الجنازة الرئيس عبدالمجيد تبون وأعضاء الحكومة وعائلة الراحل بمن فيهم شقيقه السعيد بوتفليقة المسجون على ذمة قضايا تتعلق بشبهات فساد مالي وسياسي.

وتوفي بوتفليقة الذي تنحى تحت ضغط الشارع عام 2019 بعد 20 عاما في الحكم، الجمعة عن عمر ناهز 84 عاما في مقرّ إقامته المجهّز طبّيا في زرالدة في غرب الجزائر العاصمة.

ودفن بوتفليقة الذي شغل منصب وزير الخارجية على مدى 14 عاما خلال سبعينات القرن الماضي ثم رئيسا للدولة لمدة 20 عاما، بعد صلاة الظهر، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي.

وكان قد أُعلن في السابق أن جثمانه سيسجى في قصر الشعب في الجزائر العاصمة لإلقاء نظرة الوداع، لكن هذه المراسم أُلغيت بحسب مصادر متطابقة رغم أن هذا المبنى الاحتفالي قد شهد استعدادات لاستقبال جثمان الرئيس الأسبق بحضور كبار الشخصيات في البلاد.

وسجيت جثامين أسلاف بوتفليقة وحتى رئيس الأركان السابق الفريق أحمد قايد صالح، في هذا القصر قبل أن توارى الثرى.

 

وبحسب إذاعة "إم" الخاصة، فإن موكب الجنازة انطلق مباشرة من زرالدة حيث كان يعيش بوتفليقة منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلى مقبرة العالية. وسمح فقط لوسائل الإعلام الوطنية الرسمية بالوصول إلى المكان.

وقبل ذلك أوضحت الإذاعة أنه سيكون "موكب جنازة رسميا مع حضور بروتوكولي وانتشار أمني" كما أن "آلية عسكرية ستنقل جثمان رئيس الدولة السابق". وسيكون الرئيس عبدالمجيد تبون إضافة إلى وزراء ودبلوماسيين أجانب حاضرين في المقبرة.

 

وتدهورت صحة بوتفليقة وأصبح عاجزا عن الكلام نتيجة الجلطة الدماغية، وأُرغم على الاستقالة في الثاني من أبريل/نيسان 2019، إثر شهرين من التظاهرات الحاشدة لحراك شعبي رفضا لترشحه لولاية خامسة على التوالي.

وبعد ساعات من التردد والصمت في ظلّ غياب ردّ فعل رسمي على وفاة الرئيس الأسبق، أصدر تبون الذي كان رئيسا للوزراء في عهد بوتفليقة، ظهر السبت بيانا أعلن فيه تنكيس الأعلام "ثلاثة أيام" تكريما "للرئيس السابق المجاهد عبدالعزيز بوتفليقة".

 

وتعكس المماطلة في الإعلان عن ترتيبات مراسم التشييع أيضا، بحسب مراقبين، الخشية من خروج تظاهرات مناهضة للرئيس الأسبق الذي باتت صورته مشوّهة في عيون قسم كبير من الجزائريين.

وتقول الباحثة السويسرية المتخصصة بشؤون المغرب العربي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إيزابيل فيرينفلس "أعتقد أن أصحاب القرار متوترون لأن هناك كمًّا كبيرا من الكره حول شخص بوتفليقة على وسائل التواصل الاجتماعي".

 

الجزائر تطوي بوفاة بوتفليقة فصلا من مسيرة سياسية بدأت بالوئام وانتهت بحراك شعبي أزاحه عن الحكم 

الجزائر تطوي بوفاة بوتفليقة فصلا من مسيرة سياسية بدأت بالوئام وانتهت بحراك شعبي أزاحه عن الحكم

وتابعت "لا يعرفون ما يفعلون بما أن هناك بين النخب السياسية والاقتصادية والإدارية، عددا كبيرا من الأشخاص الذي هم ثمرة عهد بوتفليقة أو مستفيدون منه"، معتبرة أن القادة الحاليين "يسعون إلى التميّز عنه لكنهم لا يستطيعون أو لا يريدون جعله طي النسيان".

 

وفي ذلك الحين رافق بوتفليقة الذي أعلن حدادا وطنيا لثمانية أيام، شخصيا النعش من قصر الشعب حيث وُضع الجثمان في البدء إلى مقبرة العالية، بحضور كافة أركان الطبقة السياسية وكبار قادة شمال إفريقيا.

 

وحظي أيضا الرئيس الجزائري الثالث الشاذلي بن جديد (1979-1992) بمراسم دفن وطنية عام 2012 مع حداد وطني لثمانية أيام.

 

وفي مؤشر على ارتباك السلطات، اكتفت وسائل الإعلام الرسمية بذكر خبر وفاة بوتفليقة بشكل موجز بدون تخصيص أي برنامج له، كما فعلت عند وفاة أسلافه.

وانتظر التلفزيون الرسمي حوالي 24 ساعة حتى مساء السبت ليبثّ في نشرته الإخبارية بشكل مقتضب، أبرز محطات المسيرة السياسية للرئيس الأسبق التي استمرّت ستين عاما.

وسُمح لشقيق بوتفليقة، السعيد المسجون حاليا بسبب تهم فساد، بحضور مراسم الدفن، بحسب محاميه سليم حجوطي.