بعد النكران سيبرر: "كانت زلة لسان".. خطيئة بن مبارك الدبلوماسية الممولة لا تُغتفر

كتب - فارس الحسام

الخطيئة الدبلوماسية ليست ناتجة عن خطأ لغوي غير متعمد أو زلة لسان أو فلتة كلمة عابرة، ولا تقبل التبريرات الصحفية والدفاع بالنكران، يعلم الجميع وأولهم بن مبارك أن خطيئته الدبلوماسية ممولة ومدروسة ومرتب لها مسبقاً بينه وبين مسؤولي الحكومة الإثيوبية، ويعلم تأثيراتها على العلاقة بين اليمن وبين البلدان المستهدفة بتلك الخطيئة، وكذا عواقبها على اليمنيين في الداخل والخارج.

بن مبارك ليس بذلك الدبلوماسي المحنك حتى يتخطى حدوده المسموح بها من تلقاء نفسه ويجيد فنون اللعب السياسي الثقيل، بل يتصرف وفقاً لإملاءات دولية وإقليمية ممولة ومدروسة بعناية تلقنه حتى حيثيات حديثه الرسمي. فالأهم عنده كم سأقبض من فتات المال نظير تنفيذ هذه المهمة.!

وفي السياق.. ما الذي يمكن أن يقوم به مجلس القيادة الرئاسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو لربما لخفض مستوى التصعيد والتوتر على صعيد علاقات اليمن بأشقائه العرب، أو حتى لحفظ ماء الوجه أمام الأشقاء بعد ارتدادات الهزة السياسية جراء الخطيئة الدبلوماسية التي أحدثتها حماقة بن مبارك ونزقه الحزبي.

الوضع العام في اليمن لم يعد يحتمل تكرار سيناريو في الماضي القريب، بترحيل ملايين المقيمين اليمنيين في مصر وفي دول عربية أخرى إلى الداخل، كما فعلت السعودية والكويت سابقاً مع المقيمين اليمنيين إبان غزو بغداد للكويت عقب تأييد ومباركة سلطات صنعاء لهذا الغزو.

اليوم قد أصبح الوطن مثخن بجراح الحرب ومصاب بمضاعفات عفن الساسة الانتهازيين. ويتضح للعيان أنه لن يبرأ من ذلك على المدى المنظور القريب.