حتماً.. من خلفه الشعب سينتصر
بلا شك كفة الشعوب هي الراجحة دوماً، وبمطالعة ماضي نزاعات الشعوب وسجلات انتصار واخماد ثوراتها، نجد الكيانات الوطنية المنبثقة من صفوف الشعب والتي تلتف حولها الجماهير، لها الغلبة في تصدر المشهد وقيادة الامم...
إرادة الثائر وقدرته على تحقيق الحرية والعدالة وكسر التحديات والمعوقات هي الحرف الاول في كتابة الانتصارات العريضة التي تاتي تجسيداً لصراع الإنسان من أجل حقوقه وكرامته وتتوج دائماً بالفوز انتصاراً لهما..
ولا جدوى لعمليات المقارنة في التفوق بامتلاك اساليب القتل والقمع والتكنولوجيا والعتاد العسكري بين المستبد والضحية، وما من فرق هناك في نوعية الثورة التي تسلكها الشعوب اذ لم تكن مجرد صراعات مسلحة، بل كانت أيضًا معارك فكرية وثقافية أثبتت قدرة الشعوب على استعادة هويتها وحقوقها...
ولنا من الشواهد جميعها على مر التاريخ فحركة تحرر مهاتما غاندي في الهند التي انتهجت المقاومة السلمية ونجحت في إنهاء استعمار امبراطورية وصفت بان الشمس عنها لاتغيب، تعتبر نموذجًا للنضال السلمي للثورات الشعبية وتسجيل انتصاراتها..
ولنا في في رفض التسيد وانتزاع الديموقراطية مادونته ثورة الفرنسيين في ثمانينيات القرن الثامن عشر التي أطاحت بالنظام الملكي وأرست مبادئ الحرية والديموقراطية ، تُعتبر واحدة من أهم المحطات في تاريخ النضال الشعبي...
ثورات الشعوب لا تقتصر على المجالات السياسية او العسكرية فحسب، بل تمتد لتشمل معارك الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، لولاها ماسمعنا عن أمازيغ في شمال إفريقيا ولا ادركنا حضارات في شمال شرق اسيا ، وباكثر شمولاً نستطيع القول ان كل مايجد ماوجوده الا نتيجه لتضحيات جمة قدمها اصحابها في سبيل البقاء والخلاص من براثن قوة النهب والاستحواذ..
بعد الخوض في المقدمة الطويلة نفضي لحقيقة مؤكدة مفادها الانتصار الحتمي لارادة الشعب بدون ادنى شك..
ولاسقاط الواقع على الجغرافيا اليمنية ومنعطفاتها الثورية والسياسية، لاسيما حديثاً من ستينات القرن الماضي الى الربع الاول من القرن الحالي نجد ان الكيانات الثورية التي التف حولها الجماهير في شمال اليمن وجنوبه صنعت انتصار عظيم تمثل في تحرير جنوب اليمن الديموقراطية من استعمار بريطاني طويل، وخلاص العربية اليمنية من مملكة سلالية امامية هناك..
حالياً ثورة احرار الجنوب بمراحلها السلمية والمسلحة، وولادة المجلس الانتقالي الجنوبي من اوساط الثوار الجنوبيين كسلطة مفوضة لادارة وانتزاع حق الشعب، حتماً سيكتب له الانتصار وسيبلغ المرام المنشود انطلاقاً من ارادة شعب ومبادئه الثورية مضياً على درب انتصارات الشعب الثائرة الذي لن تقبل دونها..