لأهلي في عدن.. رغم كل شيء أنتم الأمل

أعلم أن الكلمات لا تصلح الكهرباء ولا تروي العطش ولا تخفف وطأة الحر ولا تعب الانتظار...
لكنني أكتب لكم لأنني واحد منكم أحمل في قلبي وجعكم وأعرف تمامًا ماذا يعني أن نصحو صباحًا على بكاء أطفالٍ ينتظرون ضوء الكهرباء... لا زغردة العصافير.

نحن في عدن لا نعيش حياةً طبيعية بل نعيش صراعًا يوميًا مع أبسط الحقوق... ومع ذلك نبتسم نضحك رغم انقطاع الكهرباء ونساعد بعضنا رغم قلة ما في الجيب ونحلم رغم ضباب الواقع.

فأنتم لستم مجرد "صامدين" أنتم أبطال تنحتون الأمل من قلب المعاناة.
فكل أمّ تصنع الغداء على شعلة غاز شبه فارغة
وكل شاب يحاول أن يجد عملًا شريفًا رغم الظروف
وكل طفل يحفظ جدول الضرب تحت ضوء شمعة...
أنتم الدليل الحي على أن الروح لا تُكسر.

رسالتي بسيطة: لا تفقدوا إيمانكم، ولا تسمحوا للظروف أن تسرق إنسانيتكم وتذكروا دائمًا أن الأيام الصعبة لا تدوم، وأن عدن — برغم كل شيء — تستحق أن نحلم لأجلها، وأن نعيش، وننهض، ونزرع فيها النور.

اصمدوا... لكن لا تصمتوا.
تألموا... لكن لا تنسوا أن تحبّوا.
واحكوا حكايتكم للعالم، لأن العالم يجب أن يعرف من أنتم... ومن هي عدن.