القيادة الرئاسي .. عمالة حتى الثمالة

منبر عدن - خاص

العنوان قد يكون عنيفا وقويا هذه المرة ، بسبب أنني لم أجد عنوان أخر لهذا المقال أبلغ ويختصر ويختزل دور ومهام مجلس القيادة الكارثي .

تخطئ المملكة العربية السعودية بهكذا إستراتيجية تتبعها بصورة عدوانية غير مسؤولة أو مدروسة العواقب والنتائج في جنوب اليمن تحديدا ، تلك الإستراتيجية العتيقة العقيمة تؤسس لمرحلة تمزيق أواصر الأخوة وحسن الجوار مستقبلا .

ناهيك عن شمال اليمن الذي بات بؤرة صراع دائمة للمنطقة والعالم ، سيؤرق المملكة ويهدد أمنها وإستقرارها وسلامة أراضيها كما تفعل إيران بدول جوارها منذ ثورة الخميني حتى اللحظة ، فرض شخوص إنتهازية ضعيفة تدير المشهد السياسي والعسكري والدبلوماسي والإداري والمالي بالشرعية اليمنية  المهترئة المتواطئة ، كان خطأ فادح وجسيم متعمد أدى إلى هذا الوضع القائم الكارثي المزري على رؤوس الكل هذه المرة .

أعيد وأكرر وأذكر بمقال قديم لي بعنوان : 
الإستراتيجية السعودية .. الجنوب مقابل الجنوب ( أي مقايضة جنوب اليمن مقابل جنوب المملكة وباقي أراضيها من أي عدوان مستقبلي من قبل مليشيا الحوثي .

ومع كل تلك التنازلات المؤلمة والمذلة والمهينة المتواصلة بصورة هستيرية ، لن تحقق المملكة أي نوع من أنواع الاستقرار والامان مع مليشيا مشروعها ووجودها قائم على الحروب والصراعات كإيران .

جاري على قدم وساق أضعاف جنوب اليمن وإنهاكه بصورة خطيرة حتى يسهل فيما بعد اخضاعه عسكريا أو حتى إداريا ، تحت مسميات أخرى بعيدة كل البعد عن الصيغة الفيدرالية التي يتغزل ويتغنى بها صفوة المجتمع ومثقفيهم الأشقياء ، لن تجدوا في قاموس الحوثي كلمة أو مصطلح يدعوا أو يؤمن بالفيدرالية أو حتى حكم محلي واسع الصلاحيات .

لا تخدعوا مواطنيكم بالمعبقي والبنك المركزي والستة البنوك ، لان القرار جاء متأخرا جدا جدا الغرض منه مناورة سياسية سعودية لاجبار الحوثي على التوقيع على خارطة طريقها الكارثية وهي من الغته بجرة قلم ، لماذا لم يتخذ هكذا قرار منذ سنوات أو حتى قبل عامين تقريبا بعد تقلده المنصب .

رغم أن توقيت القرار كان مثالي بسبب ما يحدث في باب المندب والبحرالأحمر والمحيط الهادي ولم نجد أي تنديد اقليمي أو حتى دولي هذه المرة ، القرار السيادي يحتاج أولا لاستقلال وسيادة وهذا منعدم تمام حاليآ ،  بسبب التدخلات السافرة للرياض و املاءاتها المدمرة علينا كالعادة .

بعد كل قرار يترجعون عنه يخسر المواطن الفقير فرص نجاته وأمله بالخروج من دوامة الأزمات المفتعلة والمؤامرات والدسائس الآتية ممن يفترض يكونوا أمناء على شعبهم ودولتهم ، أدوات رخيصة لا تمتلك حتى قرار الحرب أو السلام أو حتى توفير سبل العيش الكريم كباقي خلق الله على هذه الدنيا ، أدوات رخيصة بيد دولة لا هم لها سوى النأي بنفسها والخروج وبأي طريقة من المستنقع اليمني الخطير ، وهي لا تعلم بأنها على أعتاب مرحلة أشد خطورة من المرحلة الحالية .

مقالات الكاتب