الرعيل الأول ..أصدقاء صالح الحميدي
إلى أولئك الذين وجدتهم في قلب صالح الحميدي، وعرفتهم من أحاديثه، قبل أن أراهم على واجهات الصحف وشاشة التلفزة، أخبروني عن صالح، وحدثوني عنه أكثر، وبماذا تتذكرونه؟
ومع حفظ الصفات والألقاب والدرجات العلمية أخبروني ماذا قال حسن عبد الوارث، وصادق ناشر، وخالد سلمان، وعبد الباري طاهر، وعبد الرحمن بجاش، وعلي السقاف، وحافظ البكاري، ومراد هاشم، وجلال الشرعبي، ونائف حسان، ومنصور الجرادي، ونبيل الأسيدي، وعلي الكثيري، وأديب قحطان، ورياض السامعي،ومحمد المطاع، وعلي ناجي الرعوي ومحمد الغباري ، وجمال انعم، وجمال عامر، وسامي غالب، وعلي المقري، وجمال جبران، وغمدان اليوسفي، وهاجع الجحافي، وحسن العديني، ومحمد القاضي، ومحمد الظاهري، ومروان دماج، وعلي المعبقي، ومحمد علي محسن، وقائد دربان، وعبد الغني الشميري، ومستور الجرادي، وسامي الكاف، ونبيل الصوفي، وعبد الرحمن بجاش، وحمود منصر، وعارف السامعي، وعبد الرحيم محسن، وشهاب الأهدل، والعزي العصامي، وعارف السامعي، وبليغ المخلافي، ونعمان قائد سيف، ومنصور هائل، وعز الدين الأصبحي، ومحمود ياسين، واحمد حرمل، وهاني الأصبحي، وفتحي أبو النصر، وأحمد غراب، وعابد المهذري، وعادل الشجاع، وحامد الشميري، وتوفيق الشرعبي، ومختار القدسي، وعبد الله الحميري، وعصام الخليدي، وعلي الفقيه وسمير جبران، وأحمد صالح الجبلي، وأحمد الزرقه، وصقر الصنيدي، ووهيب النصاري، ومروان الخالد، وكمال العلفي، ومعاذ الخميسي، وجميل عز الدين، وعوض كشميم، وصبري بن مخاشن، ومحمود الهجري، ومنصور الصمدي، وعبد الله مهيم، وياسين الزكري، وعبد الباسط القاعدي...إلخ
إليكم جميعا: هل تتذكرون ذلك الطفل الصغير الذي كان يختفي في ظل صالح خجلا ورهبة منكم، ذاك الطفل صار كهلا الآن، ويطلب منكم بأن تلقوا مراثيكم في قلبه، وتساعدوه على تحويل حجراته الفارغة إلى مكتبة تضم كل ما له صلة بصالح من أعمال، وصور، وذكريات، ومواقف، أنتم يا من حزتم مساحات شاسعة في قلب صالح وبقيتم إلى آخر لحظة في كبده.
عبد الله سعد وعادل الأعسم، ومحمد صدقه، ويحيى علاو، وقاسم عبد الرب، وهشام با شراحيل، وقائد صالح الطيري، وعبد السلام جابر، وعرفات مدابش، ومحمد العبسي، ونجيب الشرعبي، ونجيب يابلي وحميد شحرة، وحمادي الراجحي، وعبد العزيز الهياجم، ونبيل القعيطي، أخبروني أنتم كذلك هل وصل إليكم صالح بذاك الحب والطيبة، وكيف أخباره، وهل ما يزال يزخرف صورتي بالمدح، ويتكلم عني كما لو أني ملاك، فليبادر أحدكم ويزورني في الحلم، لكن كيف أحلم وأنا لا أنام؟
منصور صالح أشعل شمعة وادلقها في مجرى وريدي، وحرر الأكسجين من هذه العتمة، وأخبرني يا صديقي عن اللحظات الأخيرة في حياة صالح، وأنت تركض في أروقة الخوف، لتبلغ بصالح غرفة العمليات، وتقطع الطريق على عزرائيل.
كنت أزعجك بمكالمتي الكثيرة، ورسائلي التي لا تتوقف في ليل أو نهار، ليتك تعلم كيف كانت حروفك في قلب شاشة تلفوني تنبض بالوفاء، وكم كنت أجلّ وأقدّر لك ذلك وما أزال، وسأبقى إلى آخر العمر.
ردفان الدبيس، وعبد الخالق الحود، وماجد الداعري، واديب السيد، وياسر اليافعي، أسامة الشرمي، وياسين الرضوان، ومختار اليافعي، وأنور التميمي، ونبيل سعيد، ومحمد الشرفي، وفتحي بن لزرق، وصلاح بن لغبر، وفواز الحنشي، وعلي الصبيحي، وصلاح السقلدي، وماجد الشعيبي، ونجيب محفوظ الكلدي، وحسين القملي، ووضاح الأحمدي، وباسم الشعبي، وصالح الضالعي، وعادل حمران، ورياض طه، وصالح الدبيس، وعدنان الأعجم، وصالح حنش، وحسين الحنشي، وصالح أبو عوذل، ورائد علي شايف، وعلي عسكر، وفتاح المحرمي، وصابر العمدة، وماهر الشعبي ...إلخ
لكم جميعا: افتحوا يا أصدقائي معابر للحزن، وأنقذوا قلبي من الغرق بعد أن أصبح مكتبة، أخبروني عن الأسابيع الأخيرة لصالح في عدن، وكم تقابلتم، وماذا تغيّر فيه بعد أن أنهكه المرض، وهل شعرتم أن منسوب دعابته تناقص، أو اختلّ شيء في ابتسامته، وهل كانت تتعبه الأحاديث الطويلة.
محمد النقيب سمعت رسالتك الصوتية الأخيرة، واختنقت، اقسم أني اختنقت بتلك الأيام التي كنا نقعد فيها أمام صالح وهو يطوف بنا الكرة الأرضية، تاريخاً وجغرافية، وفناً، ورياضة، ويعدد مناقب كل زملائه، أخبرني هل كان نحيبك عليّ كيتم أو على رحيل صالح، وأنت أكثر من يعلم ماذا كان يعني لي، اضرب يا صديقي بقلمك الحزن، وشق لي طريقاً نحو مرافئ البوح.
إلى أولئك الذين غابوا عن ذاكرتي الآن، اعذروني، ولا تؤاخذوا شتاتي، واذكروا صالحا بالدعاء.
كنت أقول دائماً إن الكتابة وجع لا يهدأ إلا بنثر الحروف، لكنّي وصلت إلى قناعة الآن أنّ الكتابة دمع مالح يُطهّر الجروح، وكم محيط أحتاج لكي أشفى؟.