العسل المرّ... اليمنيّون عاجزون عن شراء منتجهم الشّهير

منبر عدن - متابعات

كان إدريس الحداد يشتري سبعة كيلوغرامات من العسل اليمني ذي الجودة المشهورة عالمياً. دارت الأيام ولم يعد باستطاعته شراء سوى كيلوغرام واحد فقط عندما يذهب للتسوق.

بطعم المرار، تحوّلت أشياء، بما فيها العسل، في حياة اليمنيين، بعدما أفضت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات إلى التضخم الشديد. وكانت النتيجة الحتمية لانخفاض استهلاك الحداد وكثيرين غيره هي تراكم فائض إنتاج مناحل العسل.

ويقول النحال أمين حسين، في منحله بوادي ظهر في محافظة صنعاء، إنّه "في السابق كان التجار يأتون إلى بيوتنا ومناحلنا، أما الآن فنحن نذهب إلى السوق للبحث عن زبائن"، مشيراً إلى أنّ "السوق في حالة ضعف، لذا فإنّ التجار لم يعودوا يأتون لشراء العسل منا".

في العاصمة صنعاء، يقول فارس الحوري، وهو صاحب متجر، إنّ أسعار العسل تراجعت بنسب تتراوح بين 30 و40 في المئة عن العام الماضي، رغم أنها كانت منخفضة بالف

ويضيف: "المعابر الحدودية مغلقة، الشحن والتصدير متوقف، حتى أصبح العسل هذه السنة رخيصاً، ومع ذلك فإنّه لا إقبال على شرائه، وبالكاد يستطيع الناس تأمين المال من أجل الطعام الأساسي".

ويعبّر إبراهيم الصنفي، وهو أحد الزبائن، عن أسفه إزاء هذه الأوضاع ويقول إنّه لم يكن هناك "بيت يمني واحد بدون عسل".

في متاجر العسل الراقية بصنعاء يعرض الباعة العسل الفاتح والداكن والشفاف والمعتم، وهي أصناف مشهورة بحلاوة المذاق والفوائد الصحية. ويضعون الملاعق بجوار العسل لإغراء الزبائن على التذوق.

يقول البائع حلمي المرعبي إنّ "حركتنا التجارية شبه مشلولة، وحالياً ندفع الإيجار من جيوبنا".

تواجه صناعة العسل في اليمن تحديات كثيرة، من المواجهات العسكرية إلى الألغام الأرضية ونقص الوقود الذي يعرقل نقل المستعمرات لتتغذى على النباتات الموسمية، كما يمثل تغير المناخ عقبة إضافية أخرى.

ويقول عبد الله يريم، رئيس "المؤسسة اليمنية لتطوير قطاع النحل والإنتاج الزراعي"، إنّ العسل بات يُصدّر بكميات قليلة نتيجة "الشروط" التي وضعتها الدول الدول المستوردة على "نوعية العبوات"، في الوقت الذي ينتج اليمنيون العسل "بدائياً"، بالإضافة إلى الحرب التي أدت إلى إغلاق المعابر الحدودية. لذا، ما كان يُصدّر أصبح الآن يُستهلك محلياً، ما أدى إلى فائض في السوق اليمني.