أخطاء القادة وليس حقد الجيران!
في اليمن شمالاً وجنوبًا ندفع ثمن أخطاء السياسيين الذين وصلوا للحكم بصدفة الزمن وهم غير مؤهلين، توجهم الشعارات والمصالح الذاتية والقبلية والدينية.
لا نتعذر إن جيراننا هم أعداؤنا، ونعلق شماعات الفشل والفساد عليهم، فالمشكلة الحقيقية تكمن فيمن قادوا البلد نحو الأزمات، وأعلنوا العداء لدول الخليج.
في الجنوب، اتخذ الاشتراكي موقفاً عدائياً تجاه السعودية، الجارة الكبرى، والتي كان بالإمكان إقامة علاقات معها تعود بالنفع على البلدين، لكنه فضّل مسار العداء.
وفي الشمال، اختار علي عبدالله صالح دعم صديقه صدام حسين على حساب علاقته مع دول الخليج، فقد أدى هذا الموقف إلى توتر شديد مع دول الخليج، وخصوصاً مع السعودية، التي اتخذت خطوات تصعيدية كرد فعل، منها تقليص أعداد العمالة اليمنية، مما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة، بالاضافة الى تأثر مكانة اليمنيين في دول الخليج، حيث كانت لهم مكانة مميزة عن باقي الجاليات، وكان اليمني يدخل السعودية بدون إقامة وكأنها بلده.
الاخوان ايضًا نصبوا العداء لدول الخليج أيام ما سمي ثورة الشباب رفع الاخوان شعار بتغيير النظام في السعودية ودول الخليج، وتمادوا بالإساءة للسعودية رغم مواقفها الداعمة لهم في أوقات كثيرة.
لم يكتفوا بذلك، بل لجأوا إلى أخطر ورقة لضمان بقائهم في السلطة وتحقيق مصالحهم، خاصة بعد تحقيق الوحدة اليمنية، وهي ورقة "القاعدة". سعى هؤلاء لإظهار جنوب اليمن كملاذ للجماعات الإرهابية، لتبرير الحاجة إلى دعم عسكري ومالي كبير لمحاربة الإرهاب، هذا الأسلوب انعكس سلباً على صورة اليمن ككل، حيث تم تصنيفها كدولة خطرة، مما حرمها من عائدات السياحة التي تعتبر من أهم مواردها. كما أدى ذلك إلى تشويه صورة المواطن اليمني، الذي بات يواجه نظرة سلبية في مطارات الدول الأخرى وحتى في التعاملات المختلفة مع هذه الدول.
وأخيراً جاء الحوثي، معادياً للجميع، ومهاجماً دول الخليج التي تستقبل أكثر من مليونَي عامل يمني يعززون الاقتصاد اليمني، وذلك من أجل خدمة إيران التي تزود البلاد بأدوات الموت.
والمؤسف في كل هذا، أن النخبة الحاكمة عبر المراحل الماضية أصبحوا نازحين في الدول التي كانوا يصنفونها كـ"معادية"، وحصلوا على جنسياتها، ليعيشوا حياة مستقرة، ويلتحق أبناؤهم بأفضل الجامعات، بينما يبقى المواطن وحده يدفع ثمن أخطائهم!
معادلة غير عادلة على الإطلاق.