الجنوب لا يناضل لعودة الماضي !!

منبر عدن - خاص

لا يمكن تغيير أحداث الماضي لكن الأمانة الوطنية والسياسية والإعلامية؛ بل؛ أمانة الخلاف والاختلاف تقتضي أن لا يتم توظيفها لتسويق زيف سياسي ووطني فالانتقالي يحمل قضية وطنية مهما اختلف معه مخالفوه ولم يلغِ أحد والميدان واسع لمن أراد أن يعمل من أجل الجنوب.

 

الانتقالي لا يحمل مشروع الاشتراكي وليس مسؤولاً عن أخطائه وخطيئاته، ولا يناضل الجنوبيون من أجل عودته ولا عودة بريطانيا ولا أي احتلال كما يزيّف البعض؛ بل ؛ من أجل استعادة هويته الجنوبية العربية التي سلبوها عشية استقلاله ولم يسلبها الاشتراكي بدرجة أساسية بل سلبها "دريويلات شبر والليوي، وكل الشعب قومية!!" إن كان البعض نسي دورهم أو يتناساه ولولا اقصائيتهم أو غباؤهم - ولن نقول مناطقيتهم - ما تسلق فتاح وبقية لغالغته لحكم الجنوب بعد ان يمننوه لهم عشية استقلاله!!

 

بعض المروجين يتنكر لدور نخبهم في ذلك ويجعله لمناطق معينة في الجنوب في إطار اذكاء صرعات نخبوية جنوبية ليست في المجتمع الجنوبي بنفس عمقها في بعض النخب ولو كانت في المجتمع لتحولت حرباً أهلية من فترة طويلة على طريقة الهوتو/ التوتسي لكن القبائل سواء في اليمن او في الجنوب لا تحوّل الصراع السياسي مهما كان عنيفا الى ثارات بل تضبطه بمعيار "صراع دول"

 

تجربة الاشتراكي في الجنوب عقدين من الزمن وفي آخر صرعاته تقاتل قتلته وجعل أعداء الجنوب مقتلتهم تاريخاً سياسياً للجنوب بينما رصد التاريخ السياسي لا يقاس بعقدين من الزمن !! وما سهّل استغلالها أن نخب جنوبية مازالت تذكيه لأنها أدمنت "الصراع للبقاء في الواجهة " ساعدهم انفلات نخب إعلامية وشيوع أدوات التواصل الموبوءة لتقليب مواجعها والتحلل من مسؤولياتها بالتضليل.

 

إن تجربة سحله معلومة ونخبه وقتلته لن يحجب دورهم التضليل فتحميل وزر تجربته مناطق وتحلل اخرى اثبات لفشل سياسي واعلامي لنخب لا تحجب دورها وفشلها الا بتهم المناطقية والمليشياوية.

 

هناك خطأ فضيع في تجربة الاشتراكي لكنه صار جزء من الماضي واذا كان ارتكب خطا فدعاة اليمننة الحاليين أو من يرددون ان الجنوب لا يستطيع حكم نفسه لتحكمه اليمننة، يسيرون بالجنوب على نهج أفضع وأخطر من الخطأ فمروجوها يتكلمون عن مجازره الاشتراكي وكأن اليمننة أتت توزع الورد منذ1994م إلى 2915م وهي تتحرك في الجنوب تكفيراً وإرهاباً وغزواً وقتلًا وتدميراً ونهباً ومازلت حتى الان مهما جنّدت من " ابواق" يمجندونها على حساب الحق الجنوبي الذي لن تضلله لا تغريدات تويتر ولا صفحات الفايس بوك ولا سفاهات البعض على صفحات الواتس اب فهذا الحق تعمّد بالدم ، والعربي لا ينسى حقه ودمه ولو طال الزمان.

مقالات الكاتب