قرارات هادي سبب الكارثة!

كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، الانتصارات تتحقق تباعاً والجميع يد واحدة، حتى إن أنصار عيدروس الزبيدي الذي كان محافظ عدن وقتها، خرجوا يهتفون لهادي في ساحة العروض، ويرفضون مبادرة كيري التي هدفت إلى خلع هادي.

عاد هادي إلى عدن رافع رأسه، يتجول بين المحافظات ويقود المعارك من معسكر العند وتحت حماية أهله وناسة والقوات الإماراتية التي كانت تتواجد في هذه المحافظات.

كانت القوات الجنوبية على مشارف الحديدة والحوثي يستنجد العالم لإنقاذه، والقوات الأمنية تطهر أبين وشبوة وحضرموت وتأمنها، والجميع يد واحدة.

 

فجأة تغير كل شيء وحلَّ الخراب والانقسام .. ماذا حدث؟

 

الرئيس هادي يطيح بنائبه خالد بحاح ويعين بدله علي محسن الأحمر نائباً له، وأحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء، في مخالفة واضحة للمرجعيات الثلاث ومخرجات الحوار، وعقب حملة إعلامية إخوانية طالت "بحاح" بحجة أنه منع تحرير تعز وازدهر الفساد في عهده.

لم يكتفي بذلك بل المنظومة الحاكمة التي يديرها "صبيان الإصلاح" اقنعوه بإقالة رموز الانتصار ضد الحوثي والإرهاب في الجنوب، وهم محافظي عدن، ولحج، وشبوة، وحضرموت، واستبدالهم بشخصيات ضعيفة هزيلة فاشلة لم تحقق أي إنجاز على الإطلاق.

ولم يكتفوا بذلك شنوا حرب إعلامية ضد هذه الأطراف ومناطقهم، وأسسوا قوات من أموال الدولة لتنفيذ أجندة خاصة بأحزابهم وشخصياتهم السياسية ونسوا الحرب ضد الحوثي.

خلقوا من دولة الإمارات عدو، وهي الدولة التي كان لها دور كبير في الانتصارات التي تحققت من عدن الى مأرب الى مشارف ميناء الحديدة.

هذه القرارات والحملات الإعلامية المركزة ضد الإمارات، جعلتها تدافع عن نفسها وتدعم أطراف موالية لها استهدفتها قرارات هادي أيضاً، بعد إن كانت داعمة للشرعية بكل أطيافها، وكلنا يتذكر عودة الرئيس هادي واحتفاء الإمارات به وتدريب الحماية الرئاسية وتأهيلها وإعادة بناء قصر معاشيق وتوفير الحماية له، وتعاملها مع كل الوزراء بما فيهم الإصلاحيين والمقربين من هادي.

وياليت توقفوا هنا، بل استخدموا ملف الخدمات وأمعنوا في تعذيب المواطن بعدن، وأفشلوا استعادة مؤسسات الدولة إلى العاصمة عدن، وهو ما تسبب في حرمان المنتصرين على الحوثي من أبسط حقوقهم، وبدل إن يتم مكافئتهم لصمودهم وصبرهم وتضحياتهم وانتصارهم، حرموهم من أبسط الخدمات.

هنا انحرفت البوصلة وتغير كل شيء، وكان على الطرف الآخر الدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة.

 

تعالوا نقيّم هذه القرارات المدمرة، ماذا أنجزت خلال 5 سنوات.

- فشل كبير للشرعية في الشمال وسلموا نهم والجوف وأجزاء من مأرب والبيضاء للحوثي، ولم يتقدموا في أي محافظة شمالية.

- عودة الفوضى إلى شبوة ومناطق واسعة في محافظة أبين.

- توقف الانتصارات في الساحل الغربي بشكل كامل بعد ان كانت القوات الجنوبية على مرمى حجر من الميناء.

- خسروا أهم داعم لهم في المعركة على الحوثي وهي دولة الإمارات التي قدمت أكثر من 100 شهيد في هذه الحرب.

- قتلوا وطردوا أبطال الانتصارات في تعز أبو العباس، وعدنان الحمادي، ولو كان بيدهم الأمر لفعلوا ذلك في عدن ولحج وأبين.

- عمقوا الانقسام الجنوبي الجنوبي وأحيوا المناطقية بأبشع صورها.

- حرفوا مسار المعركة من قادمون يا صنعاء إلى قادمون يا عدن

- صنعوا من قوات الانتقالي عدو بعد ان كانت حليف لهم يتباهون بانتصاراتها ويتغنون ببطولاتها في المحافل الدولية والعربية.

- ساهموا بكسر إرادة الناس في المحافظات المحررة، وأحيوا حروب داخلية زادت الحوثي قوة.

 

بالمختصر زاد الحوثي قوة بهذه القرارات وهادي أضعف نفسه وشرعيته!

 

في المقابل:

فشلو في إخماد الصوت الجنوبي المرتفع وتأسس المجلس الانتقالي الذي بات ينازعهم على السلطة ويقضي على أحلامهم جنوباً.

أي إن قراراتهم فشلت في تحقيق أهدافها، وكانت كارثية عليهم أولاً على التحالف العربي وعلى وحدة الصف الجنوبية التي هزمت الحوثي في الجنوب.

 

وللأسف لا يوجد بصيص أمل في إن المسيطرين على الشرعية يتراجعون رغم الهزائم والإهانة المتسمرة التي تلحق بهم وتطاردهم حتى في فنادقهم بالخارج.

 

حتى الرئيس هادي فقدنا الأمل أن يتحرر من سيطرة هؤلاء ويتخذ قرارات شجاعة تعيد الأمور الى نصابها وبأسرع وقت قبل ان يخسر الجميع لصالح الحوثي.

 

وإن أراد التحالف العربي إصلاح الأوضاع عليه التحقيق في هذه القرارات ولماذا اتخذها الرئيس هادي، وماهي نتائجها ومن تخدم.

 

واعتقد إن التحالف وخاصة السعودية تعلم وتدرك لكن لا ندري لماذا الصمت والتماهي مع هذه التجاوزات الكارثية وماهي الأهداف خلف ذلك.

مقالات الكاتب