سندٌ متين.. ودكتور قدير

الدكتور سند السعدي

حفظ الصورة
منبر عدن - خاص

سندٌ متين.. ودكتور قدير

كتب: عبدالعزيز سبعين

سندُُ متين.. ودكتور قدير  .. يتحلّى بطابع الأب الحنون الذي لا يفرّط بمبادئ #الحرص_والحب_والاهتمام لكل منهم حوله  !!

ما هو الموقف الأرعن والمستفز الذي ارتكبه الطالب داخل حوش (كلية الآداب-جامعة عدن) بحق الدكتور الافضل والقدير؟

لم يسبق وان حُظي وتشرّف ذاك الطالب بسماع -ولو حتى- لمحاضرة واحدة من ذلكم الدكتور .. 
كل مافي الأمر إنه كان  -فقط- يشاهده يحاضر -متنقّلاً- بين عديد أقسام كلية الآداب -بجامعة عدن.. 
وكان ذلك خلال دراسة (الأول)للبكالوريوس (من العام 2008 - إلى حين تخرّجت في العام 2012م)..

ذلك الموقف المستفز الذي ارتكبه الطالب -ذات يوم- في حقه (بدون قصد) كان هو السبب الذي أوصل علاقتهما إلى هذا المستوى ؟

فما هو الموقف يا ترى ؟ 
بعد تخرّج الطالب من الكلية بعدّة أعوام ، قام بزيارة إلى كليته (كلية الآداب (الإعلام حالياً) .. ونتيجة استعجاله من أمره -في ذالكم اليوم- أوقف سيارته -بعفوية- خلف سيارة 🚗 ما ، دون ان يترك لتلك السيارة مجالاً للخروج ، ودون ان يستوعب -وقتها- مدى حماقة ارتكابه   لذلك ..

للأسف الشديد- تأخر الطلب كثيراً -يومها- بالكلية، فخرج متأخراً، وهناااااك كانت صدمته الكبيرة تجاه الحماقة التي ارتكبها  بحق ذلكم الدكتور العظيم !!

خرج الطالب من مبنى الكلية.. فشاهدتُ جَمِع من الطلاب حول سيارته دون ان يعيرهم اهتمامه في البداية ، وكان يتوسطهم ذلك الدكتور الذي يدين له  بالاعتذار تجاه ذلك الموقف ، وسيظل !!

حين اقترب من سيارته استوعب الطالب بالخطأ.. فشاهدتُ الدكتور يتصبب عرقاً، وملامح الغضب الشديدة تبدُ عليه واضحة وصريحة للغاية .. 
حقاً له ان يغضب ! فالوقت الذي حجز عليه سيارته ليس بالقليل..

من هو هذا الطالب ياترى ؟؟؟ 
انه أنا / عبدالعزيز سبعين !!

كيف كانت ردة فعل الدكتور حين عرف بانني مالك تلك السيارة التي ضيّقتُ بها عليه الخناق؟ وكيف واجهتُ غصب الدكتور ؟

لقد نعتني الدكتور  -حينها- بمجموعة كلمات غاضبة ، (وللأمانة لم أُعد استوعب تلك الكلمات).. ولا شك بانني تقبلتها منها بروح عالية للغاية، (وهذا يلزمني ان اتقبلها رغماً عنّي) ، والأكثر من هذا انني تمنيتُ لو انني كنتُ -يومها- قبّلته على رأسه واعتذرت منه إزاء وقوفي الأرعن والمخالف لسيارتي .. لكن كانت تنقصني الجرأة على الاعتذار، بالتزامن مع وجود الجمع من الطلاب الذين انهالوا عليَّ هم الأخرون بالشتائم ، مساندة لسند الكلية وسندهم المتين ..

قابلتُ كل تلك الشتائم بصمت مطلق ، وطلعتُ سيارتي والخجل يعتريني -من ساسي إلى رأسي- تجاه ما ارتكبته بحق الدكتور .. ولم أتحسس من تلك الشتائم قط، بل انني ظليتُ مُثقل الضمير !! 
معاتباً نفسي أشد عتاب ..

لقد ظل ضميري يأنبني كثيراً جداً، ولم أتمكّن من نسيان ذلك الموقف قط..

بعد فترة زمنية لا تتجاوز العامين من على مرور ذلك الموقف ، شاهدتُ -برهة- حساب واسم وصورة ذلكم الدكتور على فيسبوك، ففرحتُ كثيراً بذلك، باعتبار ذلك فرصة سانحة أمامي لتقديم اعتذاري له ، ومنها أريّح ضميري ..  فقبل مني طلب الصداقة .... طبعاً ولم يكن يعرف بانني الغريم 🤭 🤭..

وبعد التعارف بالتعليقات عرفته بنفسي أكثر على انني خُرّيج صِحافة وإعلام، في الوقت الذي لم يكن يعرفني قط..

والأهم من كل هذا انني -بعد فترة زمنية وجيزة- أعترفتُ له بانني كنتُ صاحب ذلك الموقف المؤسف الذي ارتكبته -ذات يوم- بحقه ، مقدماً اليه شديد اعتذاراتي ازاء ما اقترفته بحقه... ولأنه يكتنز بين جوانح صدره قلب الأب الحنون والمثالي #بامتياز ، فقد تقبّل مني الاعتذار مباشرة دون أي تردد قط ..

بعد تقديمي لاعتذاري الكتابي الشديد اللهجة اليه، أحسستُ -تماماً- بإن الوالد الدكتور (ليحفظه ويرعاه) رضي عنّي كثيراً .. ومنها اهتم بشكل أكبر بمتابعة صفحتي المتواضعة (صفحة تلميذه عبدالعزيز)، وبشكل دائم ومستمر..

بعد ان عمّق فيسبوك علاقتنا يوما بعد يوم وفترة بعد فترة ، ما كان للدكتور القدير إلا ان شدد عليَّ كثيراً وبإلحاح مطلق على ضرورة مواصلتي لمشواري العلمي (دراسات عليا - ماجستير)، وللأمانة شكّل الاهتمام الغير متوقع حافز كبير لديّ لمواصلة الدراسة ، فعزمتُ على ذلك ، ووعدته بالالتحاق في العام القادم، لكن وللأسف الشديد حصلت ظروف عمل ،ولم أتمكن من الالتحاق بذلك العام.. وحين بدأت الدراسة في ذلك العام وأدرك بانه لم يشاهدني بين طلابه في برنامج الماجستير، عاود تواصله معي عبر المنصة ذاتها (الفيسبوك).. معاتباً شخصي بشدّة عن عدم التحاقي بالدراسة.. قائلاً : (كنتُ اظنّني -هذا العام- سأجدك في قاعة محاضراتي، مثيل زملائك الطلاب حسب ما وعدتني).. فاعتذرت له ازاء عدم الايفاء بوعدي، والناتج عن ظروف قهرية .. فوعدته في العام القادم .. وللأسف الشديد فاتني التسجيل مرّة اخرى ولم اتمكّن من الالتحاق ..

بعد ذلك التقى ببعض زملائي الصحفيين ، منهم الزميل الرائع عادل حمران ، فبلّغة رسالة شديدة اللهجة إليّ، تلك الرسالة يسودها الاهتمام الكبير والغير متوقع ، إذ يطغى عليه طابع الحرص الصريح واللامحدود ، فما هو مضمون تلك الرسالة؟؟ 
مضمون تلك الرسالة هو التشديد على زميلي عادل بضروري اقناعي وحثّي على اكمال دراستي.. جاءات هذه الرسالة التي استند خلالها بالزميل عادل (كوسيلة أخرى) بعد ان لاحظ تقاعسي السابق وعدم الالتحاق لعامين متتاليين.. 
هذا ما بلغني فيه وجاء على لسان الزميل عادل ..

قبل نحو (9 أشهر)، حضرتُ مناقشة رسالة ماجستير لأحد زملاء دفعتي في الكلية نفسها، فالتقينا صدفة ، فتعانقنا (كأب وابن) ، حتى بدينا وكأن اشتياق الأب لعناق ابنه قد بلغ ذروته ..  

قضينا بعد الحديث العاجل ، وهناك وعدته بان تسجيلي في العام القادم سيكون أمر حتمي لا رجعه ولا مناص منه ، وهذا الذي كان بالفعل، إذ أحمد الله وأشكره بانني قدّمت هذا العام ، ونسأل الله التوفيق بين مهامي العلمية والعملية..

الخلاصة/ 
هكذا تتجلى صورة الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الأجيال ، وهكذا تحتل المكانة العملية صدارتها، وتبلغ ذروتها وسمتها القويمة ، والتي نستخلص منها ان (تلك الكوادر ) تسعى وتتمنى طيلة زمنها وحياتها لو انها تسطيع تنمية كافة الأجيال وامدادهم بالعلم والمعرفة التي اكتسبها خلال مسيرتها العلمية الكبيرة ،وذلك في مختلف الجوانب والتخصصات.. 
انه دكتوراه .. 
ليس هذا فقط ! 
انه دكتوراه .. بطابع أبوي يسودها الحرص والاهتمام -اللامحدودين- بابنائها الطلاب ..

لقد شعرتُ -في حقيقة الأمر (وللأمانة)- بإن كل هذا الحرص والاهتمام ناجم عن أب يتمنى ان يصبح أولاده الطلاب أفضل منه، وهذا ينطلق من مبدأ الشعور الفريد بالمسؤولية الوطنية تجاه طلاب اليوم الذين سيشكلوا أجيال مستقبل هذا الوطن ..

أخيراً: 
لم أصدق -بعد- بإن كل هذا جاء ونجم عن ذلك الموقف المستفز الذي ارتكبته بحقه في ذات يوم غابر ..

ألا تعرفوا من يكون ؟؟ 
انه الوالد القدير والسند المتين للأجيال والطلاب .. 
الدكتور/ سند السعدي.

أعرف بانك كنت تفضّل عدم الكتابة عنك ولا الاشارة اليك ، وأعرف بانني أسهبت كثيراً بهذا السرد الطائل ، ولكن ارجو منك المعذرة ، فهكذا أملت عليَ افكاري وغرائزي ، ولم أحب ان اتدخل فيها وأقوم بمقاطعتها  قبل ان تنهي سردها ذاتياً ومن تلقاء نفسها ...

مرّة اخرى #أعتذر !!! 
مع خالص المحبة والاحترام والتقدير ايها الأب الروحي والدكتور العظيم .. 
اتمنى -من الله القدير - ان تكون وتظل بخيراً ومسرور ، وان اكون عند حُسن ظنك بي (دائما وأبداً).. 
وسأكون ... ان شاء الله..

ابنك/ وتلميذك/ 
عبدالعزيز سبعين