هاشمية الجنوب تختلف أيضاً!
الهاشمية الجنوبية تختلف وبشكل جذري عن هاشمية الشمال.
هاشمية الجنوب اندمجت في المجتمع الجنوبي وكانت جزء رئيسي ومهم وفعال فيه.
وعندما اجتاح الحوثي الجنوب كان لهم دور بارز في مواجهته، وهناك قيادات جنوبية هاشمية معروفة وقفت للحوثي وتصدت له، بل عدد منهم كانوا قادة ألوية في هذه المواجهة للدفاع عن عقيدتهم ووطنهم.
محاولة بعض النخب الشمالية النيل من الهاشميين في الجنوب فكرة مرفوضة، وعليهم ان يدركوا ان خلل الشمال في بنية المجتمع نفسه، لذلك صار للهاشميين نفوذ ومكانه، وهذه مسألة تاريخية معقدة لا يمكن ان يتم حلها بمحاولة التذاكي على هذا الواقع جنوباً.
الشمال مجتمع ضعيف هش، نخبه السياسية والاعلامية ممزقة ومتناثرة تبحث عن مصالحها، لذلك يسوقهم الاعلام وفق توجهات قيادات فاسدة، واحزاب انتهازية، لتحقيق مكاسب لفئة معينة فقط وهؤلاء النخب مجرد أدوات.
هذا ارث تاريخي يجب معالجته من خلال تقبل هذه الحقيقة وليس الهروب منها جنوباً كالعادة.
تاريخياً، قبائل الجنوب بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها الدينية كانت في مواجهة مع قبائل شمال الشمال او ما يسمى الهضبة وهناك معارك تاريخية معروفة.
وهذا لم يحدث في المناطق الوسطى او المناطق الشافعية في شمال اليمن، بل كانوا مجرد عسكر وجنود مقاتلين مع دول الأئمة الزيدية لقتال الجنوب والتاريخ اليوم يعيد نفسه..
في المقابل شكّل الجنوب لحمة واحدة لمواجهة هذا النفوذ والمعارك التاريخية في حضرموت ويافع والضالع والحواشب،، وغيرها خير شاهد..
والأهم ان القضية الوطنية الجنوبية وقبلها الدولة الجنوبية ساهمت في انصهار كل المذاهب والانتماءات تحت راية واحدة، وما يخيف نخب الشمال اليوم هو توحد الجنوبيين مرة أخرى تحت راية وطنية واحدة، مع ان ذلك ان حدث سيصب في مصلحة ضعفاء الشمال الذين يتعلقون اليوم بوهم اسمه الاقيال.