الهوية اليمنية.. بين الأصالة والزيف!
للحضارة اليمنية تاريخ مشرق زاخر بالهوية الإسلامية الأصيلة والديانة التوحيدية والرموز المضيئة التي تستحق الإبراز والاعتزاز، يمثلها العظماء من النبيين والصديقين والشهداء والملوك الصالحين أمثال: سام بن نوح، وهود عليه السلام، وتُبَّع اليماني، وشهداء الأخدود، والملكة الراشدة التي قالت: (رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ) وغيرهم كثير.
أما عثتر، وصدا، وصمودا، ويعوق، ونسرا، وذي الخصلة، وصاحب الأخدود، وعبهلة وأضرابهم.. فلا يمثلون الهوية اليمنية الحقيقية، وإنما يمثلون خط الانحراف والوجه الزائف من الحضارة والفترات المظلمة في تاريخ اليمن، التي أقصى ما تستحقه أن تدرس كتاريخ للعظة والعبرة كما يدرس أي تاريخ جاهلي، وليس أن تتخذ كرموز وقدوات وطنية!
ويبقى السؤال: لماذا يصر البعض على تجاوز كل ذلك التاريخ المشرق ويذهب قاصدا إلى تلك الحقب الجاهلية ليستل منها تلك الأصنام والطواطم، وكأننا نعيش فقرا حضاريا وأزمة هوية مزمنة، أو كأننا لسنا أحفاد الأنبياء وأهل الإيمان والحكمة وابناء البلدة الطيبة وعباد الرب الغفور؟!
ليس هناك من إجابة على هذا السؤال إلا أن هناك رغبة خفية للعبث بالهوية اليمنية الأصيلة وبالنسيج الثقافي للمجتمع، تنفيذا لأجندة مشبوهة، قد لا يعرفها الذين يسيرون مع الموجة بلا وعي ولا يفهمون خطر الفتن إلا بعد إدبارها.