بوادر تحالف بين العليمي والزبيدي.. هل سيحرك المياه الراكدة في الملف اليمني


ربما يندهش القارئ من هذا العنوان ويظنه مبالغة لجذب القارئ ولكن دعونا نقرأ التحركات الميدانية مؤخرا وبالذات بعد الأزمة السياسية التي أحدثتها قرارات عيدروس الزبيدي، ففي الوقت التي بدأت الحكومة بإصلاحات مالية وإدارية وبدعم من الرباعية أحدثت تلك القرارات أزمة سياسية في مجلس الرئاسة وتوقفت الحكومة عن العمل حتى حصل الامتعاض من تلك القرارات بين الدول الراعية للملف اليمني وكادت أن تتخذ الرباعية اجراءات عقابية لولا تدخل العليمي وإقناعهم أن المسألة سوف تُحل داخليا وبالتفاهم بين أعضاء المجلس، عيدروس الزبيدي بلا شك كانت تصله ردود فعل تلك الدول وامتعاضها مما كان يوصف بأنه تعطيل لمسار الحكومة ورأى أيضا تحرك العليمي لتهدئة الموقف، وكما ان المواقف تعرف الرجال فمن الطبيعي أن قائدا مثل عيدروس سيحفظ هذا الموقف للعليمي وسيكون مفتاحا لتحالف وتقارب سياسي جديد سيجعل أعداء الأمس أصدقاء اليوم كما هو معروف سياسيا.

عندما أحيلت القرارات الرئاسية للفريق القانوني كان هناك صمت من الإعلام الرسمي للمجلس الانتقالي ليتضح فيما بعد ان هذه الإجالة مجرد إجراء روتيني لبياض ماء الوجه وطمأنة للخارج بوجود مسار قانوني لحل ما حدق بينما في حقيقته لن يخرج الفريق إلا بما توافق عليه اعضاء المجلس - وقد قرأنا تسريبات عن بعض تلك الحلول التي من صمنها منح قرارات تعيين لعبدالله العليمي.

كانت رشاد العليمي الى عدن بشكل طبيعي جدا ومن غير أي هجوم اعلامي عليه من نشطاء الإنتقالي عكس التصعيد والتهديد الذي حصل بعد قرارات الزبيدي ، قبل ذلك عودة العليمي أدلى الزبيدي بتصريح رحب فيه بانضمام المناطق المحررة من تعز ومأرب الى الجنوب في وقت لم يتوقع أحد بمثل هكذا تصريحات ولكنها متماشية مع هذه القراءة كرسالة مسبقة لإنصاره وتمهيدا لظهور هذا التحالف والتعاطي معه بصورته الجديدة ، أيضا يجري حاليا حديث إعلامي عن تحرك لتحرير تعز من الحوثي مع إزاحة نفوذ حزب الإصلاح وتأثيره هناك.

ومن خلال الربط بين هذه الأحداث  سيتضح للمتابع صورة هذا التقارب أو التحالف والذي سيكون من أهم ميزاته انه سيحرك جبهة تعز تحت رؤية سياسية وعسكرية بعيدا عن حزب الإصلاح الذي بقي عائقا أمام دعم التحالف لهذه الجبهة..

ملاحظة :  
وسط هذه المشاورات والصراع السياسي كان ولايزال رئيس الوزراء سالم بن بريك يتحرك ويضغط لأجل انتزاع صلاحياته الكاملة وعدم التأثير على تحركاته من أعضاء مجلس الرئاسة والحصول على ضمانات ودعم حقيقي من الدول الراعية.

مقالات الكاتب