ما زالت قصة الطفل ريان تحبس الأنفاس في المغرب
سقط في بئر ضيقة قضى يومين داخلها ومحاولات إنقاذه متواصلة
ما زالت أنفاس المغاربة محبوسة وهم يتابعون مساعي إنقاذ الطفل ريان الذي سقط في بئر ضيقة في إحدى القرى بضواحي مدينة شفشاون بشمال المغرب (نحو 500 كلم عن العاصمة الرباط).
وتتواصل جهود إنقاذ الطفل ذي الخمس سنوات منذ 50 ساعة، في حين ما زال الصغير يقاوم للنجاة بعد قضائه ليلتين داخل البئر واحتمال تعرضه لكسور نتيجة سقوطه.
وبلغ الحفر إلى عمق 23 مترا حتى العاشرة صباحا، حسب ما أوضح للجزيرة نت محمد عادل التاطو الصحفي الموجود في المكان منذ ليلة أمس.
ولم ينم المغاربة ليلتيهم، وباتوا يتابعون تطورات مساعي الإنقاذ، وينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات تتضمن أدعية للطفل ووالديه، واقتراحات من أجل تسريع مراحل الإنقاذ، في حين واصلت المواقع الإلكترونية متابعتها الميدانية المباشرة عبر مراسليها المحليين.
وسقط الطفل ريان في بئر ضيقة عمقها 30 مترا قرب منزل أسرته في قرية أغران الجبلية بضواحي شفشاون أول أمس الثلاثاء.
تواصل جهود الإنقاذ
وتتواصل عمليات الحفر في محيط البئر بحذر خشية حدوث انهيار في التربة. ويقول عادل التاطو إن السلطات وسّعت نطاق الحفر ليصبح على شكل نصف دائرة تحيط بالبئر، وانضمت هذا الصباح جرافتان ليصبح عددها 6 في محاولة لكسب الوقت وتسريع الإنقاذ.
وأوضح عادل أن كل المحاولات للنزول إلى البئر باءت بالفشل بالنظر لضيقها كلما توغل المنقذون داخلها.
وأشار إلى أن متطوعا نحيف البنية نزل إلى البئر واقترب من الطفل إلا أن حجرا حال دون وصوله إليه، واستعانت السلطات بخبير في جمعية "استغوار" نزل مرتين إلى البئر واجتاز في الأولى 17 مترا، وفي الثانية 24 مترا ولم يتمكن من المواصلة بسبب ضيق الحفرة، غير أنه تمكن من مناداة الطفل ريان وتجاوب معه بصوت خافت.
وحسب عادل، فإن الطفل فاقد للحركة أسفل البئر ويغيب عن الوعي بين فينة وأخرى، غير أنه لا يزال إلى صباح اليوم الخميس حيا يتنفس رغم قواه الخائرة.
وأضاف أن السلطات تتابع وضعه عبر كاميرا مربوطة بحبل، كما يتم مدّه بالأكسجين عبر حبل آخر، ويرسلون له الماء والحليب وأيضا يرسلون بين فينة وأخرى جهاز راديو ليؤنسه داخل البئر.
وتوافدت الحشود إلى المنطقة من سكان المنطقة والقرى المجاورة ومدينة شفشاون، في حين يتابع المغاربة وأيديهم على قلوبهم المستجدات عبر مراسلات المواقع الإلكترونية والتلفزيون الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد تزايد توافد الحشود التي قدرها التاطو بنحو 4 آلاف شخص، عملت السلطات على تنظيم العملية، وأخلت المنطقة المحيطة بالبئر، ومنعت المتجمهرين والصحفيين من الاقتراب منها بنحو 50 مترا، في حين تحلق طائرة هليكوبتر في المكان.
وتشرف السلطات المحلية منذ ليلة أمس إلى جانب مسؤولين أمنيين على سير عملية الإنقاذ وتنظيمها، فإلى جانب عناصر الوقاية المدنية يرابط في المكان عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة.
*الجزيرة نت