الدعم السريع يحرق الخرطوم .. دمار هائل يطول المباني الحكومية والخاصة
فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع حول محيط القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة السودانية الخرطوم ومقري سلاح المهندسين وقاعدة كرري بأم درمان غربي العاصمة، أدى القصف الجوي والمدفعي المكثف إلى دمار واسع طال عدد من المباني الرئيسية من بينها وزارة العدل وعدد من الهيئات الحكومية والخاصة التي احترق بعضها بالكامل في الخرطوم.
وتصاعدت أعمدة دخان وألسنة لهب كثيفة في سماء منطقة مقرن النيلين بمدينة الخرطوم، ورجحت مصادر أن يكون الحريق قد اندلع في برج شركة النيل الكبرى للبترول بالمقرن كما طال الحرق وزارة العدل بصورة كاملة ،وبرج الشركة السودانية للمواصفات والمقاييس بشارع الجامعة بالخرطوم ، جراء القصف العنيف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واتهم الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله قوات الدعم السريع بانها قامت بحرق مباني شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس واضاف نبيل في تعميم صحفي الاحد ان المليشيا المحلولة نهبت وحرقت برج مصرف الساحل والصحراء.
وبعد أن أعلن الجيش صد هجوم لقوات الدعم السريع على القيادة العامة للجيش ومواقع عسكرية ستراتيجية أخرى، تجددت الاشتباكات صباح أمس،باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، وذكرت مصادر أن قوات الدعم السريع قصفت أهدافا عديدة في منطقة “سلاح المهندسين” وسط أم درمان، فيما قصفت المدفعية الثقيلة للجيش العديد من مواقع الدعم السريع في جنوب الخرطوم التي تعرف بمنطقة الحزام. كما قصف الجيش منطقة أبو آدم جنوبي الخرطوم التي يعتقد أنها موقع تجمع لقوات الدعم السريع.
وأشار المصادر إلى أن الجيش يستخدم في معاركه المدفعية الثقيلة والطيران الحربي والمسيرات، مضيفة أن مسيرات تابعة للجيش قصفت أمس أهدافا عديدة في منطقة شرق النيل التي أصبحت مساحة واسعة للقتال بين الطرفين. وفيما قالت قوات الدعم السريع إنها تمكنت من قطع التواصل بين سلاح الإشارة والقيادة العامة وسيطرت على وحدات عسكرية ومبان مدنية قرب القيادة، نفى الجيش ذلك،
وقال إن المليشيا المتمردة حاولت الهجوم على بعض المواقع المتقدمة بمحيط القيادة العامة، التي تمكنت من دحرها وكبدتها خسائر بلغت عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد كبير من المركبات القتالية، وأجبرت فلول المليشيا على الفرار في وقت وجيز.
وأضاف أن الميليشيات لا تزال تواصل استهداف الأحياء السكنية بالقصف العشوائي، وقامت بقصف أحياء بانت والعباسية والموردة وما حولها ما أدى إلى جرح 40 مدنيًا.وأكدت القوات المسلحة السودانية أنها مستمرة في الرصد الدقيق لنوايا وتحركات العدو وأن قواته في كامل جاهزيتها لدحره.
وتزامنت هذه المعارك المتبادلة مع عودة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان إلى البلاد من زيارة رسمية لأوغندا استغرقت يوما واحدا.
وقال السفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف في تصريح صحافي، إن البرهان أطلع الرئيس الأوغندي على الانتهاكات الجسيمة التي مارستها المليشيا المتمردة بحق الشعب السوداني والتخريب المتعمد للمرافق العامة بالدولة، على حد تعبيره.