أثر المتغيرات المحلية في عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية

منبر عدن - خاص

"هناك متغير يتصل بالجانب الفكري في عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية، فضلا عن مؤثرات أخرى (اجتماعية، اقتصادية، سياسية..) أفرزتها السنوات الأخيرة بقوة، وهذا المتغير هو نتاج مفاهيم "مغلوطة" عند المجتمع أدت إلى تراجع الاهتمام بتخصصات مهمة، وكان على المؤسسة الحكومية والأكاديمية "عامة" تصحيح هذه الأفكار لا ترسيخها، منها العناية بالعلوم التطبيقية (المجالات الطبية والهندسية) على حساب العلوم الاجتماعية والإنسانية، فيما مشكلات المجتمع وحاجته في تنميته الفكرية والثقافية تستدعي الاهتمام بالعلوم الإنسانية أولا، نحن بحاجة إلى ترسيخ قيم المواطنة والهوية والانتماء، وحرية التفكير والإبداع، والفلسفة والآداب والتربية من أجل نهضة المجتمعات حاجتنا إلى التقنيين والمهنيين..
كما أن المعرفة غاية في ذاتها، وليس بالضرورة أن ترتبط بمتطلبات السوق من المتخرجين، فليس عندنا شركات ومصانع ومعامل أو مرافق إنتاجية تنتظر تغذيتها بالمختصين، فمنظور متطلبات السوق المحلية سلبي ومفارق للمعرفة والوعي، فضلا عن تكريسه نمط استهلاكي زائف اقتصاديا (المولات والسمسرة والدعاية).. إن مشكلاتنا تتصل بخصوصية محلية تستدعي الاهتمام بها وليس في إسقاط تجارب ومقولات لمجتمعات مغايرة.
والخلاصة أنه يحب إعادة الاهتمام بمختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية وتطوير برامجها في جامعاتنا بوصفها المدخل إلى تنمية المجتمع، وتشجيع الطلاب على الالتحاق بالتخصصات في العلوم الإنسانية".
هذا جزء من أفكار للنقاش عرضت لها في ورقة بعنوان "أثر المتغيرات المحلية في عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية" ضمن أمسية رمضانية يوم أمس في جامعة عدن، بحضور رئاسة الجامعة وعمداء الكليات ونوابهم..

د. عبد الحكيم باقيس