ما هو الماجل .. تعرّف مع الكاتب الدكتور نادر سعد العمري

عدن - منبر عدن - خاص

الماجل: ويُجمع على مآجِل ومَواجِل وأَمْجِلة: ومعناه حوض الماء الكبير (الصهريج الأرضي).

قال الأزهري في "تهذيب اللغة" 11/ 73: «والرَّهْص: الماجل الذي فيه ماء، فإِذَا بُزِغَ خرج منه الماء، ومن هذا قيل لمستنقع الماء ماجِل، هكذا رواه بكسر الجيم ثعلب عن ابن الأعرابي غير مَهْموز، وأما أبو عبيد فإنه رَوَى عن أبي عمرو "المأْجَلُ" بفتح الجيم وهمزة قبلها وقال: هو مثل الجَيْئَة وجمعه "مآجِل". وقال رؤبة: 
                             وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمآجِلا».

والكلمة مستعملة في عموم البلاد اليمانية، قال القاضي إسماعيل الأكوع في تعليقه على "الإكليل" للهمداني 8/ 56، تعليق 141: «المآجل: جمع ماجل، وهو كالسد والبرك المطوي بالحجارة، مصهرج بالقَضاض».

وكانت المواجل وسيلة من وسائل حفظ مياه الأمطار في الجبال، وكانت جدرانها يبنى بالحجارة وتُكسى بالقَضاض (النورة أو الجَص) حتى لا يتسرب منها الماء، ويبقى القضاض متماسكًا دهرًا طويلا.

وقد رأيتُ بنفسي عشرات المواجل في جبال يافع وشعابها وأوديتها، كثير منها ما زال مستعملا يستفيد منه الناس إلى الآن، وأكبر تلك المواجل في يافع (حسب تقديري) ماجل الأقواد في القارة، وقد غطاه الناس بغطاء أسمنتي بعد سنة 2005م وكان مفتوحًا من قبل، والماجل الآخر ماجل قَفَل الكبير في شِعْب قَفَل المنحدر إلى الغرب من قمة ذي الشارق وإلى الجنوب من قمة البارك في مكتب السعدي باتجاه قرية خيران في وادي معربان، وفي هذا الشعب خرائب قديمة وعشرة مَواجل متفاوتة السعة، ولا يزال تاريخ هذا المكان سرًّا مجهولًا. ويقع في أسفل هذا الشِّعب مسجد الشيخ أسعد بن علي اليافعي (ت 719هـ) وضريحه، وهو والد العلّامة الإمام عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي (ت 768هـ)  رحمهما الله.

وكتبه: نادر سعد العُمَري
=
=
ملاحظة: الصورة لماجل أثري صغير، صورته بنفسي في قرية دُخان في جبل قُسْبي من وادي رَخَمة في مكتب كَلَد (مديرية يافع رُصُد)، والقرية أثرية مهجورة منذ أكثر من أربعة قرون.