مركز عدن للدراسات التاريخية يبدأ عملية توثيق ورقمنة إلكترونية لمكتبة المؤرخ سلطان ناجي
في إطار السعي والعمل على توثيق التراث الفكري لمدينة عدن ونشره، بدأ مركز عدن للدراسات التاريخية أعمال الرقمنة (التصوير والمسح الضوئي) – المرحلة الأولى لمكتبة المؤرخ اليمني الكبير سلطان ناجي الكائنة في منزله بخور مكسر في مدينة عدن، التي تضم إلى جانب أرشيفه الشخصي وإرثه الفكري والإنساني مجموعة من المصادر التاريخية القيّمة والتي تعود طبعات كثير منها إلى بدايات القرن العشرين الميلادي.
تأتي هذه الخطوة بتعاون واتفاق مع أسرة المؤرخ ممثلة بابنته المحامية أوسان سلطان ناجي، التي تبذل جهودًا خاصة في الحفاظ على المكتبة ومحتوياتها وترتيبها وعرضها بصورة لائقة تتناسب مع حجم مقتنياتها وقيمتها.
يشمل الاتفاق القيام بالمهمة على عدة مراحل سيتولى فيها مركز عدن للدراسات التاريخية (حصريا) بواسطة الباحثين: د. نادر سعد حلبوب – مدير دائرة التوثيق والأستاذ هاني باسل- الباحث والكاتب، باستكمال أعمال التصوير والرقمنة الإلكترونية لمحتويات المكتبة، التي بدأتها المحامية أوسان سابقًا وتم نشرها في الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤرخ سلطان ناجي (www.sultannagi.com)، فضلًا عن أعمال الدراسة والتحقيق لكتب ووثائق ومخطوطات قديمة، بعضها مكتوبة بخط اليد وغير منشورة تخص المؤرخ وكذا كتّابًا ومؤلفين آخرين.
وفي تصريح أدلى به الباحث د. نادر سعد حلبوب – مدير دائرة التوثيق بالمركز أكد على "أهمية الحفظ الرقمي للتراث، باعتباره ذاكرة الوطن، وأغلى ما تملكه الأمة، حتى لا يضيع أو يندثر، ويأتي هذا العمل ضمن سلسلة أعمال توثيقية تقوم بها دائرة التوثيق في المركز. والشكر الجزيل للأستاذة أوسان سلطان ناجي على تسهيل مهمتنا وإتاحة المكتبة وأرشيفها القيم للتصوير حتى تكون بين أيدي الباحثين دون عناء".
من جانبها، علقت المحامية أوسان سلطان ناجي على هذا المشروع قائلة: "بعد رحيل والدنا سنة 1989، شعرنا بمسئولية كبيرة تجاه مكتبته وخفنا عليها من الضياع والتلف، فكان أن حافظنا عليها بطريقتنا الخاصة واعتبرناها "كالدرة المكنونة داخل الصدفة" فأوصدنا بابها لعقود من الزمن، حتى أتت اللحظة المناسبة حين تعرفنا بصورة شخصية على الأساتذة الباحثين د. نادر سعد حلبوب والأخ هاني باسل من مركز عدن للدراسات التاريخية، وبعد إلحاحهم المستمر وعرضهم لنا بتقديم المساعدة في إنجاز مشروع أرشفة مكتبة الوالد، ولأننا لمسنا فيهم الفطنة والمعرفة وشغف البحاثة وأمانة العلماء وصدق التعامل، فاطمأنت إليهم نفوسنا ووصلنا إلى قناعة بأن الوقت حان للسماح لهذه الأيادي الأمينة التقيّة، المفعمة بحب عدن وأهلها ومفكريها، بأن تقلب في الكتب والأوراق والمخطوطات وبين السطور لعلها تنجز عملًا تأخرنا، أو ربما عجزنا، عن تحقيقه! لقد عقدنا العزم معا، نحن والمركز، بأننا ومن خلال هذا التعاون الوثيق المحمود بيننا وكمساهمة وطنية مننا، سنواصل السعي والعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مما هو بين أيدينا، من ثقافة عدن وإرثها الفكري والحضاري".
وتعد مكتبة المؤرخ سلطان ناجي من قلائل المكتبات الخاصة، وربما الأخيرة، في عدن التي لا تزال قائمة ومحافظًا عليها منذ أن بدأت في التشكل وتجميع محتوياتها منذ حوالى سبعين عامًا حتى الآن!.



