الإمارات ودورها المحوري في اليمن خلال عشر سنوات
على مدى عشر سنوات، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كفاعل رئيسي في دعم اليمن على المستويات الإنسانية والعسكرية والتنموية، في واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا في تاريخ البلاد الحديث. فمنذ انخراطها ضمن التحالف العربي، قدّمت الإمارات نموذجًا متنوعًا من الإسناد، لم يقتصر على البعد العسكري، بل شمل الإغاثة، وإعادة تأهيل المؤسسات، ودعم الاستقرار في المناطق المحررة.
إسناد عسكري وأمني لحماية الاستقرار
كان للإمارات دورٌ محوري في دعم جهود مكافحة الإرهاب، عبر تدريب وتأهيل قوات محلية ساهمت في تفكيك شبكات متطرفة وحماية المدن الساحلية والممرات الحيوية. وأسهم هذا الدور في استعادة الأمن النسبي في مناطق واسعة، وتأمين المنشآت الحيوية والموانئ، بما انعكس إيجابًا على حركة التجارة والإمدادات الإنسانية.
دعم إنساني واسع النطاق
على الصعيد الإنساني، نفّذت الإمارات آلاف المشاريع الإغاثية عبر هيئاتها ومؤسساتها، مستهدفةً قطاعات الصحة، والغذاء، والمياه، والتعليم. وقدمت المساعدات للملايين من اليمنيين في مختلف المحافظات، دون تمييز، في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وأسهمت هذه الجهود في تخفيف المعاناة اليومية ودعم صمود المجتمعات المحلية.
إعادة إعمار وتنمية محلية
لم يقتصر الحضور الإماراتي على الإغاثة الطارئة، بل امتد إلى مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، بما في ذلك إعادة تأهيل الموانئ، والطرق، والمطارات، والمستشفيات، والمدارس. كما دعمت الإمارات مبادرات لتحسين الخدمات الأساسية، خصوصًا في قطاعي الكهرباء والمياه، ما أسهم في استعادة الحياة الطبيعية في عدد من المدن.
شراكات محلية وبناء قدرات
ركزت الإمارات على بناء شراكات مع السلطات المحلية والمجتمع المدني، ودعمت برامج تدريب وتأهيل للشباب والكوادر المحلية، بما يعزز من قدرة المؤسسات على إدارة شؤونها بكفاءة. وقد أسهم هذا التوجه في خلق نواة مؤسسية قادرة على الاستمرار وتقديم الخدمات، وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي مستقبلاً.
حضور دبلوماسي وإنساني متوازن
على المستوى السياسي، حافظت الإمارات على مقاربة تجمع بين دعم الشرعية اليمنية والمشاركة في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الصراع. كما حرصت على التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان وصول المساعدات الإنسانية، ودعم مسارات التهدئة والاستقرار.
بعد عشر سنوات، يتضح أن الدور الإماراتي في اليمن اتسم بالتنوع والشمول، من الإسناد الأمني إلى الإغاثة وإعادة الإعمار وبناء القدرات. ورغم تعقيدات المشهد اليمني، شكّلت هذه الجهود رافعة مهمة للاستقرار في مناطق عدة، وأسهمت في تخفيف المعاناة الإنسانية، ودعم آمال اليمنيين في مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

