كيف سيكون تأثير اعلان مجلس القيادة على الجبهات والمتارس؟

منبر عدن

كيف سيكون تأثير اعلان مجلس القيادة على الجبهات والمتارس؟
الاعلان يقول ان مهمة المجلس هي التفاوض مع الحوثي.
فالافتراض قائم على أن عمان ستقود الحوثي الى الاكتفاء بما تحت يده والدخول في سلام.

جنوبا، أصبح للجنوب نصف اعلى سلطة الى جانب نصف الحكومة، وهذا قد يكون مفتاحا مهما لموضعة الجنوب اذا عاد الشمال بسلام الحوثي، نصفا بنصف، الوصول الى الفيدرالية.

ولكن كيف سيرتب الشمال شأنه بين الحوثي وبين الاعضاء الذين يمثلون الشمال حاليا؟ بكم سيقبل الحوثي تمثيله في المجلس؟
وكيف سيتم معادلة ذلك جنوبا؟

هذا اذا ظهرت كل مقولاتنا عن طبيعة الحوثي خاطئة، وظهر الحوثي كجماعة وطنية سياسية.
أما اذا لم يتحقق السلام، وخاض الحوثي معركة أخرى باتجاه مارب او غيرها.. فكيف سيواجه مجلس القيادة واجبات الجبهات؟
هذا سؤال يستدعي القلق العسكري، ولكن لنؤجل القلق الى حين. فالجميع الان ينافس بعضه احتفاءا، وكل يعتبر القرارات مكسبا له.

قرارات فجر اليوم الرئاسية، وهي أنهت مشاورات الرياض قبل انتهائها، فيها ايجابيات مهمة ولكنها ايجابيات الضرورة، فتشكيل مجلس قيادة هو تأكيد على تدهور مركزية منصب رئيس الجمهورية اليمنية الدستورية، جراء رفض هادي القيام بهذه الخطوة منذ 2014، نهاية مدته المحددة في المبادرة الخليجية.

كان لدينا رئاسة قوية المرجعية، انتهت بثورة 2011، وجاء بعدها رئيس بلا مرجعية، واليوم اصبح لدينا مجلس قيادة معين من رئيس منتهي الصلاحية وخارج البلاد، وهو مجلس لولا الوجود الجنوبي لكان أشبه بمجلس قيادة الثورة السورية.

المجلس هو ابتعاد خطوة أخرى عن الدستور، وعن كل المرجعيات التي كان هادي يقول انه متمسك بها. وهذا نتيجة طبيعية لان الجمهورية اليمنية اصبحت أضعف مما كانت، ولكن هذا الضعف لم ينتجه المجلس بل نتيجة ماقبله من اداء، اما تشكيل المجلس فهو حكم الضرورة لكي لاتزيد الامور سوءا..

وهذه هي الواقعية التي يجب التزامها بدلا من شعارات براقة لم يعد لها قيمة على الأرض في دولة مابعد ثورة 2011 وسقوط الجمهورية اليمنية في 2014 تحت ضربات دولة الحوثي المناقضة كلية للوحدة وللجمهورية وللدولة الوطنية.

وهناك ايجابية أخرى فالمجلس رغم ضعف شرعية الدولة التي يحكمها نظريا لكنه سيعطي للمفاوضات مع الحوثي قوة بوجه المجتمع الدولي. فالشرعية بصيغتها السابقة كانت في أشد حالات الضعف، وهو ضعف كان ينتفخ بسببه الحوثي بحكم سيطرته على الارض ووحدته التنظيمية، اما اليوم فمجلس القيادة سيشكل قوة كبيرة في طاولة المفاوضات باعتباره ممثلا لكل اطياف الخصوم الذين يقفون ضد الحوثي.

بقي نقطة أخرى، هي ان المجلس نقل قوات العمالقة التي كان خصومها يتهددونها بتهم التوجهات الدينية الى أعلى مستوى من الشرعية، فقائدها أصبح عضوا في مجلس القيادة.