المناضل طرهيش في ذمة الله
خسرت محافظة أبين، وقواها السياسي، القائد الاشتراكي والناشط في الثورة السلمية الجنوبية، المناضل علي أحمد ناصر طرهيش عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي سكرتير منظمة الحزب في مديرية أحور.
كان طرهيش شخصية وطنية ثابتة وشجاعة ، جمع بين بساطة ابن الريف الصادق النقي والمخلص لمبادئه ولقضايا أبناء شعبه، وبين شجاعة المناضل الوفي في مواجهة الشدائد والتحديات والإصرار على إنجاز المهمات والتغلب على المصاعب والمعيقات.
في العام ١٩٨٨م انتخبت للعمل في منظمة الحزب بمحافظة ابين، وكان طرهيش وعدد من الرفاق القادة من مديرية احور يتولون مواصلة تطبيع الأوضاع في مديريتهم وقيادة الحياة السياسية الاجتماعية فيها، ومثل طرهيش شعلة نشاط وكتلة طاقة وحيوية سخرها خدمة أبناء تلك المديرية من الفلاحين والصيادين وبقية الشرائح الاجتماعية.
وعلى مدى السنوات اللاحقة وخصوصا بعد الحرب اللعينة في العام ١٩٩٤م تمسك المناضل طرهيش بقضية الوطن وحقوق الشعب، ولم ينزلق كما انزلق آخرون في مهرجان التطبيل للغزل والاحتلال، ولا للتعايش مع الغزاة ونتائج حربهم العدوانية على الجنوب، بل كان دوماً في صف البسطاء مدافعاً وفياً عن حقوق المقهورين وضحايا الظلم والنهب والسلب والإقصاء.
بعد اندلاع ثورة الحراك السلمي الجنوبي عام ٢٠٠٧م كان طرهيش واحدا من الرجال الميامين الذين انخرطوا بهمة ونشاط في إطار الفعاليات السلمية المتمسكة بمطالب الجنوبيين بحقهم في استعادة دولتهم ولم يتوانَ عن هذا الموقف قيد انملة حتى يوم رحيله.
سلام عليك أيها المناضل الأبي!
إنني إذ أعبر عن حزني لسماعي خبر وفاتك أفاخر بك وأعتز أننا كنا ذات يوم في نفس الجبهة وعلى نفس المسار من أجل قضية الحرية والكرامة والعدل والإنسانية .
لك الخلود يا رفيقي في سجل الشهداء
ولروحك السلام والسكينة في جنات النعيم مع الشهداء والصديقين أولياء الله الصالحين.
وبهذا المصاب الجلل أتقدم إلى أولاد فقيدنا وكافة أفراد أسرته وجميع أهله وذويه ورفاقه ومحبيه وإلى قوى الثورة الجنوبية السلمية ومجلسها الانتقالي وإلى قيادة وقواعد الحزب الاشتراكي وامينه العام الدكتور عبد الرحمن السقاف بأصدق مشاعر العزاء المواساة سائلا المولى عز وجل أن يلهم الجميع الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا اليه راجعون