هل نعيش مرحلة ما بعد العام 90م ومسلسل التصفيات لقيادات الوطن الجريح
معلوم أن الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وموقف القوى الشمالية منها قد تبينت وأخذت ترسم صورة واضحة منذ بداية اشتعالها مسار وطابع شمالي جنوبي، وإن القاعدة، وداعش، والحوثي، والإخوان كلهم أدوات وصناعة قوى شمالية مجمعة ومتفقة مبدأياً على شرعية حربها ضد الجنوب، وكل تلك القوى بما فيها قوى الإرهاب قد أثبتت الأحداث والمراحل السابقة واللاحقة لحرب المليشيات الحوثية بأن الأرض الجنوبية ستكون دون سواها مسرح للاستهداف، وتنفيذ مخطط التصفيات للقيادات والكوادر الجنوبية المخلصة لقضية شعبها والذين تنظر لهم تلك القوى الإجرامية بأنهم أحجار عثرة أمام تنفيذ مخططاتها وتنفيذ أجنداتها في الجنوب ولذلك سيظلون هدفاً مشروعاً لها.
وهذا أمر مستوعب ويدركه حتى من لم يعرف أبجديات السياسة واللعبة التي تدور، ولكن هناك من يعمل نفسه غشيم على أنه لم يستوعب الأمر ولكننا نخشى أن يصحوا على كوارث لا زالت بطوق التجهيز، والترتيب بمطبخ قصر السلطان الأمامي المتخلف الأجير.
السؤال الأهم - إلى متى سيبقى هذا الوضع ، وهل هناك متسع للتحمل ، والصبر والانتظار لسماع مزيداً من الاستهداف للقيادات الجنوبية العسكرية والأمنية والسياسية ونظل نتفرج ونحلل وندين ونشجب ونرسل التعازي حتى يتم الاعتراف وتوفير الدعم الكامل لمشروع الشعب الجنوبي في استعادة دولته..
لماذا لم يتم دعم القوات الأمنية، وقوات مكافحة الإرهاب، وفتح الكليات العسكرية لتأهيل تلك القوات ودعمها بكافة المتطلبات للقيام بواجبها ومواجهة وإفشال كافة المؤامرات والمخططات والجرائم الخبيثة المستهدفة للمكاسب الوطنية، ولأمن الاقليم والمنطقة.
نسأل الله ان يوقظ لهذا الشعب الذي بات يقدم أغلى ما عنده من تضحيات للدفاع عن نفسه ودينه ومكتسبات وطنه وأهداف شعبه ويكشف مؤامرات وجرائم من تلوثت أياديهم الخبيثة بقتل النفس التي حرم الله إراقة دمها، والحاقدة على شعب الجنوب، ويسخر بالنصر العاجل، وقطع الطريق أمام ما هو مخطط ومرسوم والذي نخشى أن يتكرر مشهد المرحلة الراهنة بمشهد مرحلة ما بعد العام 90 م عندما اتفقت قوى المكر والخداع بأن يكون كوادر وقيادات دولة الجنوب أهدافا مباشرة لرصاصاتهم الماكرة الوحشية، وهنا نقول أوقفوا المخطط حتى لا يصيبكم غضب الله بما كسبت وتلوثت به أياديكم من جرائم، ونجدد المطالبة بإيقاف مواصلة مشوار الاعدامات، والتصفيات والسياسات التي يخطط لها بهذه المرحلة بعد العجز عند التنفيذ له رغم التمويل، والتوظيف لشتى الإمكانيات خلال المراحل السابقة.