المكابرة وعدم التعاطي مع قرار فك الارتباط

منبر عدن - خاص

إننا نعيش الذكرى الـ 28 لفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية، اليوم الذي بعده بات الجنوب يعيش وضع الاحتلال بكافة أركانه عقب إعلان الحرب عليه وغزوه بالدبابة والمدفع وتعرضه للتدمير والقتل والنهب والحروب بطرق وأساليب وأدوات متعددة حتى إن المواطن في الجنوب بات يستشعر بحياته انه يعيش في وطنه غريب ومن الدرجة الخامسة.

واقع مرير فُرض على شعبنا يحسه ويستشعره كثير من المواطنين والقيادات من القوى السياسية والعسكرية من أبناء الجمهورية العربية اليمنية ولكنها المكابرة ونشوة النصر والاطماع وسيلان اللعاب للقوى المتخلفة على الأرض والثروة والاطماع ونفوذها غير المشروع في الجنوب جعلها تقف أمام عدم الاعتراف بأن الجنوب يعيش تحت سطو الاحتلال منذ ما بعد حرب العام 94م ، ولهذا  نؤكد ونحن نعيش ذكرى فك الارتباط ونقول من يريد أن يذكرنا بمأساة عام 90م فليأتي إلينا لنعرض عليه كافة أشكال الجرائم المرتكبة بحق شعب الجنوب منذ اللحظات الأولى من التوقيع على مشروع الوحدة الميتة وحتى اللحظة وهي الجرائم التي تتطلب  تقديم كل مرتكبيها السابقة واللاحقة الى محاكمة عادلة.

إن احتفال شعب الجنوب بذكرى فك الارتباط الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو 94م، بات لها مذاق آخر هذا العام، احتفالات فواحة بعبير الانتصارات والإنجازات التي تحققت لقضية شعبنا وعظمة المكاسب التي أوصلت قضية شعبنا إلى أعلى المستويات، فهاهم أبناء الجنوب من المهرة وحتى باب المندب ينتفضون ويشاركون في فعاليات ومهرجانات ومسيرات متعددة مع تنوع بروتوكولات الاحتفالات الشعبي والرسمي، والذي يرسل رسائل يفهمها الكبار، دوت أصوات وهتافات الجماهير الجنوبية منذ فجر اليوم وهي تجوب شوارع المدن احتفاء بذكرى فك الارتباط مجددين العهد في التأكيد على حقهم المشروع والعادل على خيارهم المعلن والمشروع بفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية لما قبل العام 94م باعتباره خيار مشروع لا يقبل المساومة أو الانتقاص أو النيل منه.

 

الحشود الجماهيرية الكبيرة التي اكتضت بهم جنبات ساحات النضال السلمي الجنوبي اليوم وفي ظل استمرار حروب التركيع والاذلال التي يتعرض لها شعبنا بغية النيل من مكاسب وأهداف مشروعه الوطني إنما ترسل رسائل النصح للعالم أجمع قائلة بأن يوم 21م عنوان يسقط أي مشاريع تنتقص من حق شعب الجنوب في تحقيق أهدافه في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، وتأكيد الجماهير رسائلها الواضحة للعالم بأن الوحدة ماتت ولم يعد هناك نظام، ولا دولة لنظام الاحتلال في ظل فشل كل العمليات السياسية والمبادرات التي تعمدت على نسيان قضية شعب الجنوب فلم يكتب لها النجاح لتعنت ومكابرة القوى المتنفذة التي أوصلت الأوضاع إلى ماهي عليه اليوم والتي باتت مهدد للأمن في المنطقة ويحتاج إلى إرادة وطنية من إخوتنا في العربية اليمنية وإن يصل الاقليم والعالم إلى قناعة بأن الوقت قد حان للتفاوض بشأن الدولتين لاستعادة الوضع الدولي المستقل للدولة الجنوبية المستقلة عضو في الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات التابعة.

الدولة الجنوبية التي ستشكل حزاماً أمنياً مع دول الخليج العربي وستسهم في الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم، فأي نوايا لتحقيق السلام وإنهاء الحرب على أرض الواقع لن يكون إلا بالتفاوض للعودة إلى طبيعة الأوضاع لما قبل العام 90م. 

 

لم يكن هناك متسع من الوقت للانتظار أمام كل تلك التضحيات التي قدمها ويقدمها شعبنا في مسيرته النضالية، وهي التضحيات التي بفضلها أوصلت قضية شعبنا إلى مانحن عليه في ظل العمل الخبيث والممنهج بابتكار مشاريع تنتقص من كل تلك التضحيات وتساوم بها بتبني مشاريع مشبوهة من قبل من ينصبون من أنفسهم أوصياء لشعب الجنوب والذي فوض المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضيته دون أي تراجع، وهنا نؤكد ونقول لن ينتصر لقضية شعب الجنوب من خان القضية ولازال مخيم في عقله المشروع الميت، أو من ذهب للتشريع للاحتلال ولوأد خيار الشعب الجنوبي وإحباط الجماهير التواقة ليوم الخلاص واستعادة الدولة، ولأننا نخشى على أولئك الذين يسترخصون عظمة التضحيات التي قدمها شعب الجنوب ندعوهم للعودة إلى صف الشعب ونحن في هذه اللحظات الحاسمة للعمل من أجل  الاصطفاف الوطني الجنوبي الصادق تحت سقف الثوابت الوطنية التي قدم في سبيلها شعبنا أنهار من الدماء وقوافل من الشهداء، وهي التضحيات التي توجت بتحقيق انتصارات ومكاسب بعد حمل المجلس الانتقالي الجنوبي لملف القضية وتمثيلها برئاسة القائد اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي.

مقالات الكاتب