الفشل الذريع
في 22 مايو 1990م تغنى الشماليين وتغنى معهم كثير من الجنوبيين بالوحدة اليمنية، رقصوا وهتفوا ورددوا كثير من الزوامل والهتافات الوحدوية"، لكن بعد عامين من إعلانها بدأت صنعاء بتنفيذ مخطط الاغتيالات وتصفية الكثير من رموز الجنوب سياسيين وعسكريين والتي كشفت عن نواياها السيئة التي ربما عقدتها قبل الدخول بالوحدة وهو عكس ما كان عليه الجنوبيين".
وظلت التوترات قائمة بين قيادة الدولتين إلى أن أعلن الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" الحرب على الجنوب من ميدان السبعين كان ذلك في 27 ابريل 1994م. ومن ثم تم الاستيلاء على الألوية والوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية المتواجدة في صنعاء ومدن الشمال قبل توجيه أسلحة الحرب الى الجنوب ليتم بعدها ضرب الجنوب وقتل ابناءه خلال حرب شرسة دامت الف ساعة" راح ضحيتها العشرات من الشهداء"، واجتيح الجنوب ونهبت بعدها مؤسساته وثرواته وممتلكات المواطنين الخاصة باستخدامهم قانون الغاب (القوي يأكل الضعيف) دون مراعاة حرمة أحد.
وهذا لم يكن بحد ذاته انتصار لصنعاء ولتلك المنظومة بل هو فشل ذريع ظل يلاحقهم حتى اليوم.
لكون الحديث طويل عن أخطاء الوحدة الجسيمة" لكنني أريد أن أوضح لكم بهذا الملخص إن منظومة صنعاء ومرتزقتها جعلوا من الوحدة والجمهورية شعارات يتغنون بها في وسائل إعلامهم المختلفة بينما الطرف الجنوبي المنهزم في تلك الحرب اقصي وهمش وأبعد من وظائفه في الدولة سواء العسكرية أو المدنية"، واليوم وبعد 32 عام من اعلان الوحدة نرى ونقرأ ونسمع معظم وسائل الإعلام اليمنية وبعد كل هذه التحولات السياسية والعسكرية والتي قدم خلالها الجنوب الآلاف من الشهداء والآلاف من الجرحى لازالت تلك الوسائل الاعلامية أو بالأصح المطابخ الهزيلة تردد نفس تلك الشعارات الكاذبة.
إذاً ليعلم كل الأخوة في المجتمع المحلي والخارجي أن الوحدة اليمنية فشلت فشلاً ذريعاً بعد إعلان صنعاء الحرب على الجنوب واجتياحه بالمدفع والدبابة وانتهت قبل 28 عام، وعلى رموز منظومة صنعاء وحلفائها أن يصمتوا اليوم وأن يتقبلوا هزيمتهم أمام شعب الجنوب وتضحياته بصدور رحبة، وإن أرادوا صنعاء فعليهم ان يشمروا سواعدهم "بعدها لكل حدث حديث"، لأنه من سابع المستحيلات ان تقام دولة يمنية في الجنوب, بينما هناك دولة يمنية في الشمال تديرها جماعة أنصار الله الحوثية.