لماذا ننتقد القيادات والوزراء الجنوبيين؟

منبر عدن - خاص

لماذا ننتقد القيادات والوزراء الجنوبيين ؟
السبب واضح ومعروف للقاصي والداني أن القائد أو المسئول أو الوزير الشمالي أو من كانوا منهم جنوبيين الهوية لكنهم محسوبين على الأحزاب الشمالية فهم معروفين بالفساد والفشل منذ أن دخلت البلدين   في وحدة ١٩٩٠م .
و كنا نأمل أن يمثل قادة ووزراء المجلس الإنتقالي الجنوبي نموذج طيب وقدوة للعمل والانجاز الحقيقي الملموس على الأرض وليس انجازا في مواقع التواصل الاجتماعي على لسان إعلام مدفوع. 
الوزراء والقادة الشماليين صعدوا للحقائب الوزارية أو المناصب القيادية لأنهم مرشحون من القوى التقليدية الزيدية والأحزاب، وبالتالي هم يمثلونهم لكن وزراء وقيادات الذين يتبعون المجلس الانتقالي صعدوا للوزارات والقيادة على أشلاء ودماء وتضحيات الشهداء والجرحى والمناضلين، وصبر المواطنين الجنوبيين وتحملهم ضنك العيش وألم المعاناة، وبناء على ذلك فهولاء يمثلون الشعب الجنوبي الذي فوض المجلس الانتقالي. يعني إذا الوزير الشمالي أو المحسوب على حزب شمالي الذي هدفة عدم تحقيق أي انجاز في وزارتة يأتي ضمن أجندات و خطط وأهداف مرسومة لا تريد أن يتحقق بالمجمل أي أثر يعود بالنفع على المحافظات المحررة والتي تشكل منها ٩٠%  محافظات الجنوب. وبالتالي لايريدون أن يعود بالنفع على مواطني هذه المحافظات، إذاً فالعكس صحيح أن نجاح الوزير الانتقالي وقيامة بالاستفادة من كافة الفرص المتاحة له في خدمة المواطن الجنوبي فهل هذا أمر يخدم القضية أم لا؟ .
وللتوضيح لو أن وزير الزراعة والثروة السمكية لو عمل على دعم المصائد السمكية واتخذ قرار بمنع المئات من سفن الصيد في تجريف الأسماك وإعاد مراجعة عقود هذه الشركات وفرض غرامات كبيرة مقابل اصطيادها لأنواع معينة من الأسماك  التي بعضها بدون ترخيص وتقوم بتجريف الشعب المرجانية التي عمرها آلاف السنين وغيرها. 
ولو أن وزير الشئون الاجتماعية قام بوقف عمل المنظمات العاملة في المحافظات المحررة ومركزها الرئيس في صنعاء ومعظمها بدون ترخيض ثم تأتي لخدمة النازحين وتدعم وتمول التغيير الديمجرافي للسكان الجنوبيين وتلتهم التمويل والمنح ولا يستفيد منها المواطن الجنوبي بشيئ  الخ..
ولو أن وزير الخدمة المدنية قام بتنقيح عشرات الآلاف من الوظائف المدنية والتي استحوذ عليها الشماليين في الجنوب أو الذي تم تعيينهم في مخالفة للقانون الخدمة المدنية وأصدر فتوى بترقية آلاف الموظفين المستحقين للترفيع وتم منحهم كافة مستحقاتهم ألا يعود ذلك على المواطن الجنوبي بالنفع؟.
ولو أن الوزير حميد توقف عن خلق مشاكل وأزمات في وزارتة ولم يقوم بالإستقواء على الموظفين وفصلهم من وظائفهم وطبق القانون، ولم يسحب أموال  من الهيئات والموسسات التابعة لوزارته بمخالفة للقانون وقاتل الحكومة من أجل استعادة رسوم مرور الطيران ثم قام بشراء طائرات جيدة وليس ياتي بها من مقبرة الطائرات، وبالتالي تأهيل مطار عدن وتزويده بكهرباء لاتنطفى، او تعاقد مع  شركات طيران منافسة وخفض أسعار التذاكر ثم نظم رحلات داخلية بين المحافظات ألا يخدم هذا المواطن الجنوبي؟. 
وماذا لو أن محافظ محافظة عدن ومدير أمنها  قاما بواجبهما على أكمل وجة وعملوا بجدية وابتعدوا عن الشبهات والفساد، ألم يكن اليوم  وضع العاصمة قد تحسن وللمسنا فرقاً كبيراً عما كانت علية قبل مجيئهما.
مشكلتنا في الجنوب أن الله ابتلانا بمناصرين للباطل ومأجورين للتمليع يصنعون من الفشل نجاح ومن الفساد نزاهة وشرف ومن الفاشلين نجاح وتقدم .
إذاً لماذا تريد المقارنة بين قيادات أو وزراء اعداءنا وبين وزراءنا اللذين صعدوا لكرسي القيادة أو الوزارة بفضل تضحيات ونضال شعب الجنوب منذ ٣ عقود  لا زال مستمر  بالتضحيات.
وهل هذه التضحيات الذي قدمها أباء وأمهات وأرامل وأبناء وزوجات الشهداء والجرحى والمعتقلين لفلذت أكبادهم من أجل استعادة الوطن او من أجل أن يصعد شخص فاسد يسرق وينهب أموال الشعب ويشتري القصور والفلل في الداخل والخارج وأبناءه وعائلته في عواصم العالم يهنئون برغد العيش، بينما أسرة الشهيد لا يجدون قيمة الطعام وثمن الدواء.
ألا ساء ما تحكمون.

#المحامي_عبدالاله_الردفاني