بايدن .. من إسرائيل إلى السعودية
هل يكرر بايدن في جولته الشرق أوسطية مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا ، حربنا أو أزمتنا اليمنية كما يحلوا للعالم والامم المتحدة وحتى التحالف العربي تسميتها ، أصبحت ورقة إبتزاز رخيص وضغط بيد القوى العالمية والإقليمية للأسف الشديد ، وذلك بسبب ضعف الأداء والولاء الوطني للقوى المحلية الفاعلة والرئيسة .
ستستمر الحرب أو الأزمة اليمنية بعد زيارة بايدن للسعودية ، بسبب أن هذه الزيارة الغرض منها تشكيل تحالف أو تكتل شبه دولي ضد إيران عدوة إسرائيل والسعودية ، وضد روسيا العدوا الأوحد والأكبر للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حاليآ ، تريد الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو نقل معركتهم مع روسيا الى الشرق الأوسط بعيدا عن أراضيهم وشعوبهم بعد التهديد النووي الروسي المتكرر ، سيسوق بايدن مشروعه الجديد وهو الأمن والاستقرار لإسرائيل والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج ، مقابل آبار النفط الخام السعودي للعالم الغربي الذي يواجه أزمة وقود حادة بعد حظر الوقود الروسي ، بعد السيطرة على الرأس الخليجي سيتم السيطرة بسهولة على الجسد الخليجي برمته ( مجلس التعاون الخليجي ) الغاز القطري وباقي النفط الخام الخليجي .
ورطة الورطات تواجه السعودية حاليآ ، شهدت أسواق النفط الخام العالمي تراجع كبير بأسعاره قبل زيارة بايدن للسعودية ، وذلك بسبب أن الكل بات يعلم سبب تلك الزيارة النفطية ، وبالتالي هبوط أسعار النفط الخام ليس من مصلحة السعودية التي تخوض حرب منذ ثمان سنوات تقريبآ في اليمن ، أو كيف ستواجه المملكة أي أزمة مالية أو إقتصادية عالمية قادمة ، ليس من مصلحة السعودية معاداة روسيا حليف إيران ووكيلها المحلي في اليمن مليشيات الحوثي التي أصبحت رقم لا يمكن تجاوزه أو الاستهانة به اليوم .
اي حلف أو تحالف موجه ضد روسيا يعني إستمرار الحرب أو الأزمة اليمنية إلى أن يشاء الله تعالى ، وبالتالي من البديهي أن يتم معاقبة المملكة عن طريق ذراع إيران في اليمن مليشيات الحوثي بالشمال ، موقف ووضع لا يحسدون عليه قيادة المملكة العربية السعودية بعد زيارة بايدن .
هل تنجر الإمارات العربية المتحدة في هكذا تحالف أمريكي إسرائيلي وسعودي ( هذا إذا وافقت المملكة العربية السعودية على طلب الأمريكان ) ضد إيران وروسيا ( والصين وكوريا الشمالية مستقبلا حلفاء الروس ) وتعرض أمنها القومي وسلامة أراضيها وإستقرارها للخطر .
أعتقد أن الشحنة الإيرانية الأخيرة لمحركات صواريخ كروز وغيرها من معدات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بعيدة المدى التي ضبطتها وصادرتها البحرية البريطانية في خليج عدن ، التي كادت أو كانت في طريقها لمليشيات الحوثي تفسر و تشرح نوعية الحرب القادمة على الأراضي السعودية .
الكل يتحضر ويجهز نفسه للسيناريوا الأسوأ في حال إستمرار الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي العجوز العاجز الذي عرته الحرب الروسية الاوكرانية ، لم تعد حرب تقليدية بعد تجاوزها الحدود الاوكرانية ، وبالتالي نحن أمام سيناريوا حرب جديدة بالوكالة في اليمن بسبب تورط أطراف جديدة إقليمية ودولية ، ناهيك عن تداعيات الأزمة الروسية على الإقتصاد العالمي برمته .
لا مخرج لنا من هذه المتاهات اللا منتهية غير فتح باب اللقاءات الحدودية المباشرة أو المباحثات الثنائية بيننا وبين مليشيات الحوثي ( شمال وجنوب ) ونتوصل إلى حل أو صيغة وسطية مؤقتة ترضي الطرفين بالشمال والجنوب ، بهذا المخرج نجنب أنفسنا وبلادنا مزيدا من الإنهيار والدمار والفقر والمرض والجوع وأمراء الحروب ، الكل يدندن لهدنة لا تعنينا بقدر ما تعنيهم ، وهناك من جعل من فتح معبر حوبان تعز قضية رئيسية وإستراتيجية على طاولة المباحثات واللقاءات في الأردن .
أما نحن كجنوبيين ينظر إلينا على أننا مجرد مرتزقة مأجورين لا قضية وطنية عادلة لهم ، ولا يستحقون العيش الكريم ومستقبل أفضل ، الواقع المأساوي الكارثي المزري من يقول هذا وليس أنا.