ما بعد عزل المقدشي
تنويه:
قبل مناقشة ما يتضمنه منشوري هذا أود أن أشير إلى إنني وأنا أتحدث عن أي شخص من القادة والمسؤولين بدءً برشاد العليمي أو عيدروس الزبيدي أو معين عبد الملك أو بن دغر أو المقدشي أو أبوبكر حسين أو غيرهم، إنما أتناولهم كقادة ومسؤولين يتبوأون مواقع قيادية ويتقاضون مقابل مناصبهم هذه مئات الملايين هي من أموال دافعي الضرائب وموارد الوطن ولا نتعرض لهم كمواطنين، أو كأفراد عاديين.
* * *
تمخض جبل المجلس الرئاسي القيادي بعد ثلاثة أشهر على انتظاره لينجب فأرا صغيرا تمثل في إقالة أربعة وزراء بعضهم لا يعرف أحد منهم حتى أسمائهم لكن أشهرهم كان وزير الدفاع المقدشي المشهور بأطرف المواقف مأساوية وأكثرها تراجو-كوميدية، في حين كان الناس ينتظرون اقتلاع حكومة معين عبد الملك كاملة وتقديم رئيسها وأغلبية وزرائها للمحاكمة على التخريب المتعمد والمرارات الشديدة التي أذاقوها الشعب الجنوبي جراء سياسة التعذيب الممنهج والتجويع المسيس.
ابتهج الكثيرون /ولست منهم/ بإقالة المقدشي لأن وجوده في حكومة تخوض حربا ضارية مع خصم أشد ضراوة ظل يمثل وصمة عار في جبين شعب لديه من الكفاءات والقدرات والتاريخ القتالي ما ليس لدى شعب من الشعوب ، وظل هذا الوزير صانع محترف للهزائم ومنتج متفوق للخيبات السياسية والعسكرية معاً.
حينما تعرض وزير الدفاع صاحب السمعة العطرة اللواء محمود الصبيحي للأسر على يد المندسين الحوثيين في صفوف شرعية الرئيس هادي حينها، كان المقدشي رئيسا لهيئة الأركان العامة، وعموما فقد أمسك بوزارة الدفاع فيها على مدى سنوات قبل أن يعين وزيرا، ويعلم الجميع أن تعيينه في منصب الوزير قد جاء بعيد تسريب أخبار عن قرب الإفراج عن الوزير الأسير الصبيحي حفظه الله وفك أسره، وهي تسريبات يبدو أن الهدف منها كان تثبيت المقدشي حتى لا يظل قلقا من بقائه في الانتظار أكثر من اللازم.
عندما عين المقدشي وزيرا للدفاع كان "الجيش الوطني" يحاصر صنعاء من على بعد 30 كم فقط، وقال قولته الشهيرة : نحن لن نهاجم صنعاء لأن فيها معالم تاريخية تعود لآلاف السنين، وغزز قولته هذه وزير الإعلام الألمعي، معمر الإرياني بقولته، تعرفون ليش ما هاجمنها على صنعاء؟ وعندما سأله المذيع : ليش، قال لأن فيها سكان، وهكذا ألحق المقدشي و"جيشه الوطني" المغوار هزيمة نكراء بالحوثيين حيث نجح في تمكينهم من السيطرة على فرضة نهم ثم تسليمهم محافظات مأرب والبيضاء والجوف وثلاث مديريات من محافظة شبوة الجنوبية.
* * *
تمت إقالة المقدشي وتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية، كالعادة في التعامل مع اللصوص والفاشلين وصناع الهزائم ومنتجي الخيبات، والسؤال الذي يطرحه كل ذوي الرأي العام هو: هل سيُقَدَّم المقدشي للمساءلة على كل الجرائم التي ارتكبها خلال ثمان سنوات من قيادته لـ"الجيش الوطني" الوهمي، والتي لا تقتصر على قوائم الأسماء الوهمية وتهريب الأسلحة إلى الحوثيين وتسليم المعسكرات بأسلحتها ومؤنها لهذه الجماعة المارقة، ولكن امتدت إلى شن الحرب على الجنوب وإرسال الجيش ليقاتل أبناء المناطق المحرررة بدلاً من مقاتلة الانقلابيين المتمردين على الشرعية.
إن أقل إجراء يجب أن يتخذ بحق هذا الوزير الخائب هي تقديمه للقضاء العسكري كأي قائد فشل في كل المهمات ولم ينجح إلا في استلام مستحقات الأسماء الوهمية وتسليم المدن والمعسكرات والأسلحة الخفيفة والثقيلة والمؤن الغذائية والعتاد العسكري لمن يفترض أنهم أعدائه وهم في حقيقة الأمر أقرباؤه وأهله وبنو جلدته وذوو قرباه.؟؟
* * *
وأخيراً
إذا ما بقي المقدشي طليقا فلا نستبعد أن يطل علينا من على قناة المسيرة بعد أيام قليلة، ليعلن ولاءه للسيد صاحب الدم النقي والطينة الطاهره في مران، فكلاهما أبنا عقيدة ومذهب ومنهاج واحد والمصالح التي فرقتهما قد انتهت بإقالة السيد الوزير.