المعلم الجنوبي .. عزيز قوم ذل
لا تُحمّلوا المعلم وزر تداعيات هذه الحرب والوضع المزري على الأخلاق والتربية والسلوك العدواني البلطجي، النكبة التي نعيشها اليوم للأسف الشديد، صارت ثقافة يتهافت على تقليدها معظم الشباب الذين هم طلاب اليوم.
عندما يُحتقر المعلم ويُذل في أبسط حقوقه وهو راتبه الهزيل فلنقرأ على التعليم السلام. الراتب الهزيل صار كابوس بالنسبة لغالبية المعلمين كل آخر شهر، حينها يجب أن لا ننتظر مخرجات تعليمية مشرفة كباقي دول العالم، نهضت اليابان وألمانيا وغيرها من الدول المنهزمة بالتعليم والتعليم فقط.
لا يكفي أن تمتلك ثروات وخيرات وشعبك جاهل لا يحترم المعلم والعلم، فكم من دول نهضت وهي لا تمتلك حتى اللحظة أي موارد طبيعية كالنفط والحديد وغيرها، وكم من دول غنية بتلك الموارد فقيرة بالعلم والأخلاق، حتى بات العالم ينظر إليها رغم غناها بالمتخلفة.
لا تدفعوا المعلم إلى أن يكره مهنته ويحتقرها ويتمنى زوالها، لا تدفعوه إلى أن يكره دوامه المدرسي، لا تدفعوه إلى أن ينتقم من العلم وطلابه من خلال عدم اهتمامه بتحديث قدراته التعليمية لتواكب النهضة العلمية العالمية والإقليمية، إننا بحاجة ماسة إلى استغلال العطلات الصيفية لترميم وتأهيل المعلم وليس مباني المدارس فقط.
من المدرسة نقيم ونصحح اعوجاج ما أفسدته تربية المنزل وثقافة الشارع، أقول للمجلس الرئاسي والحكومة، أن إعادة هيكلة أجور المعلمين تعني إعادة هيكلة الأجيال القادمة بصورة وطنية وعلمية.
نتائج امتحانات الثانوية العامة كشفت حجم العبث الواضح والفاضح في مصنع الأجيال، وبالتالي نحن أمام فضيحة تعليمية مخزية لا تعبر عن الوضع المتردي المأساوي القائم.
يجب الاستعانة بشركة استشارية لدراسة وتقييم وتصحيح وضعنا التعليمي والمدرسي وحتى الجامعي، وكيفية الخروج من هذا المأزق الخطير بأسرع وقت ممكن، يجب تعيين كفاءات تمتلك قدرات استثنائية لإدارة وزارة التربية والتعليم في هكذا وضع معقد وحساس للغاية، يجب المفاضلة قبل تعيين مدراء المدارس ومدراء التربية والتعليم على أساس علمي ومهني وخبرات تراكمية مشرفة، ووضع المعلم في الفصل كلن في تخصصه وموقعه.
يجب عدم الزج بالملف التعليمي في المناكفات والاستقطابات السياسية وحتى المناطقية والشللية، من يدفع ثمن تلك الصراعات هو المعلم والطالب ومخرجات التعليم غير المشرفة.