الإنتقالي بين النقد البنّاء ومفاهيم التحضر

حدث في كندا أن  تم تداول بعض الصور لوزيرالدفاع( من أصول هندية) وقوفه في طابور مع المواطنين ...
ومثله حدث أيضا أن تم تداول مقطع فيديو لمذيع في إحدى قنوات بريطانيا  بي بي سي مقاطعا بشكل استفزازي لوزيرة الصحة عندما أدلت بكلام غير موثق .وهذا لا يعني أن الصحفي كان  ضد الحزب الحاكم ولكن واجبه الصحفي تجاه الوطن يحتم عليه إيصال الحقيقة إلى المواطن.

تلك هي مفاهيم التحضر لدى الدول المتقدمة  فالكيانات السياسية هي تركيبة في خدمة الوطن والمواطن ومن أهم الفقرات في أنظمة الدول الديمقراطية الحقيقية أن من يعتلي  منصبا في الدولة لا بد أن يتقبل النقد من الجميع صحافة أم مواطنين 
فمناصب الدولة ليست ارثا مكتسبا هكذا اعتادوا .

والمجلس الإنتقالي الجنوبي  كيان سياسي وهو ليس فوق النقد البناء، وعندما نبدي تحفظات أو مقترحات لا يعني  أننا  ضد ذاك الكيان،بل  الوطن هو ما يهمنا  
نحن جميعا مع من يحقق مكتسبات للوطن ويمارس دوره بنزاهة  ويدرك أنه ليس فوق القانون بل في سلك الدولة لخدمة الوطن.
أما اذا بدأنا بتقديس من هم  في أجهزة الدولة فسوف نصنع منهم فراعنة، بينما نحن  نمنحهم  كل التقدير والحب والاحترام عندما نرى نهجا من العطاء والتقدم والازدهار والتعامل الراقي والمتواضع، والقبول الكامل بالممارسات الديمقراطية وكذلك الانتقال إلى دور المعارضة في حال الفشل والإخفاق في تحقيق طموحات أبناء الوطن والقبول الفوري بنتائج الانتخابات عندما  يقول الشعب كلمته.
اذا اردنا بناء  وطن عصري وحديث المفاهيم فلا نعود لممارسات الماضي ولا بد من الوعي الكامل بأن السلطة الحقيقة للشعب وليس من بيده المدفع والبندقية والجميع يرفع  له السلام تحت  ضغط القمع والتهديد أو الولاء الأجوف .
وعليه لابد  من رفع درجة الوعي لدى من سيقود إدارة الوطن ، وليعلم أننا نحييه وندعمه ولكن لدينا طموح كبير لنهضة بلادنا ولا نقبل سوى نقل وطننا  إلى مصاف الدول المتقدمة  وسريعا لاسيما وأن  لدينا كافة الإمكانيات شريطة  الابتعاد عن الهتافات الجوفاء ووضع برنامج يطرح علنا للأمة بطبيعة الإنجازات التي  سوف يسعى لإنجازها وفي خلال فترة زمنية محددة،
هذا ما سيدفع جميع أبناء الوطن  لتشمير  السواعد والبدء   بالمشاركة الفعالة  لبناء الوطن، حيث الجميع يكون فيه قاطفا للثمار.

أن ما دفعني لكتابة  هذه الكلمات هو الإحساس الوطني نحو جنوبنا الذي  يتوق الجميع أن يراه على المسار الصحيح والأفضل، مبتعدا بمحرك صاروخي عن الممارسات السابقة ويتحصن  بافكار تهدف إلى البناء لهذا الوطن المجروح والذي خسر أكثر من نصف قرن من البناء والتعمير في كافة المجالات.
اخيرا  لا تطبيل لمن يستولي على مقاليد الحكم ،لأن السلطة ونشوتها تحرف الإنسان عن مسار أهدافه خصوصا حينما يجد شعبا قدم تضحيات كبيرة ثم يكون الجزاء استغلال  المشاعر والغدر بطموحات ذلك المواطن الذي تحمل الكثير لمساعدة ذلك السياسي على الوصول إلى سدة الحكم واحتكار كرسي السلطة، وتباعا يبدأ مسلسل التنكر والممارسات الفاسدة،والوطن العربي من مشرقة إلى مغرية يتمتع بحكومات من هذا الصنف ،إلا من رحمه ربي.

والله ولي التوفيق 
نعم لجنوب عربي مستقل يجمعنا وانتقالي يمثلنا ولكن ضمن الضوابط الأدبية والأخلاقية والخضوع للمسألة والمحاسبة وقبول التعددية الحزبية وحمل شعار الشفافية وبناء جيش وطني من كافة مناطق الجنوب غير مسيس يكون ولائه للوطن وليس لأفراد في السلطة.