للمؤتمر الشعبي العام .. كما تدين تدان

منبر عدن

المؤتمر الشعبي العام لم يكن في يوما ما حزب وطني الهوى والهوية، كان حزب الرئيس الراحل عفاش، وانتهى عملياً بنهاية زعيمه ومؤسسة، غلبت عليه الفوضوية والشللية والجهوية والانتهازية، جمعتهم المصالح المادية وفرقتهم بنفس الوقت ضياع تلك المصالح، ولهذا بقايا المؤتمريين تراهم اليوم يتخبطون كعادتهم خلف أي رئيس جمهورية كان شرعي أم غير شرعي، لأنهم هكذا جبلوا.

من ضيع وفرط بالجمهورية اليمنية هم المؤتمريين رئيساً وجيشاً ومؤتمر شعبي عام المهيمن على مقاليد السلطة بصورة أحادية، نعم هذا حال الدنيا وكما تدين تدان يا مؤتمر شعبي عام.

أقولها وبصدق أن من وقف وقفة جادة مع المؤتمر هي دولة الإمارات العربية المتحدة أولاً وأخيراً، ولولاها لقلنا كان هناك مؤتمر شعبي عام، والسبب يعود إلى أن المؤتمر الشعبي يعتبر أفضل الموجودين على الساحة الشمالية في اليمن في وقتنا الحاضر، نعم هكذا تنظر الإمارات للمؤتمر مقارنة مع مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني، ومع هذا ومن منظور شخصي أرى أن رهان الإمارات على طارق عفاش رهان خاسر كونه مخترق إختراق كبيراً من قبل الحوثي، والدليل على ذلك تلك الانشقاقات التي حدثت وتحدث في أكثر من مناسبة.

السعودية استخدمت المؤتمر الشعبي العام في الجنوب بطريقة أخرى نكاية بالمجلس الإنتقالي الجنوبي، عند أي إعتراض من قبل الإنتقالي على حزب الإصلاح والعكس صحيح، تسارع الشقيقة إلى فرض المؤتمريين الجنوبيين كحل وسط يرضي جميع الأطراف على حد زعمها، هنا نقول أن فلول المؤتمر خدمتهم الأوضاع والظروف التي أوصلتهم الى السلطة مرة أخرى.
نرى أن هناك مؤتمر شعبي عام جديد برداء سعودي في الجنوب، حتى بات المؤتمر سريع التفريخ والتدجين والترويض ، وقد نشاهد مؤتمر شعبي أمريكي أو حتى أفريقي، معظم الأحزاب اليمنية للأسف الشديد لا تنتمي لوطنها، بل تريد أن يكون الوطن هو المنتمي إليها والى مشاريعها الخاصة، من خلال السيطرة التامة عليه ونهب ثرواته وخيراته وتجويع الشعب، ولهذا لن نرى أي توافق أو حتى تقارب لإنهاء الحرب في اليمن في القريب العاجل، إلا بعد توافق القوى الإقليمية والدولية صاحبة اليد الطولى على اللاعبين المحليين.

كما استخدم الرئيس الراحل عفاش حزب الإصلاح وغيرهم في ضرب الجنوب، نرى اليوم الحوثي يستخدم المؤتمر الشعبي جناح صنعاء لضرب خصومه في الشمال، من يتحدث عن عودة المؤتمر الشعبي إلى عدن، عليه أن يستعيد صنعاء التي فرط بها نتيجة قرار إرتجالي إنتهازي مغامراتي كارثي.

لا مقرات للمؤتمر في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة، كونها مغتصبة تلك المقرات التي كانت أصول حكومية قبل أن يستولى عليها، نعم نكره علم الجمهورية اليمنية الذي يرفع دائماً وأبداً ليشرع غزونا وتشريدنا وقتلنا، هذه الراية التي ترمز الى الهيمنة الشمالية على الجنوب أرضا وشعباً، نعم نكره الوحدة اللعينة من قبل عصابة لا هم لها سوى نهب ثرواتنا وخيراتنا ومواردنا المالية طيلة سنوات وحدتهم المشؤومة.

هذه سنة الحياة التي يصر البعض على عدم فهمها أو تقبلها بصدر رحب، إنتهى الحزب الاشتراكي اليمني من طراز جديد، وإنتهى المؤتمر الشعبي العام إلى خمسة أو ستة أجنحة مناطقية وشللية وإقليمية ، وبالتالي عليهم تقبل هذا الواقع بكل تفاصيله.

على الشماليين ولفيفهم من الجنوبيين المؤتمريين العفاشيين البحث عن وحدتهم ومؤتمرهم هناك في صنعاء اليمن ، وليس في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة.

مقالات الكاتب