الانتهازية.. تتجلى في أبشع صورها

منبر عدن - خاص

كان يا ما كان في قديم الزمان، السارق والمرتشي والفاسد ذليل جبان، وعندما ينكشف أمره يتخلى عنه القريب قبل البعيد، اليوم تغيرت القيم الإنسانية والضمير والأخلاق والمفاهيم لدى الكثيرين.

 

وأصبح الفاسد وناهب المال العام بطل قومي يشار إليه بالبنان، بسبب أبواق رخيصة ومأجورة تصدرت المشهد العام على حين غرة من الشعب الفقير الغلبان، الذي أصبح جل فكره وتطلعاته وأحلامه قليل من مياه الشرب وساعتين بساعتين كهرباء وحافلة من قبل المؤسسة المحلية للنقل البري في عدن تنقل أولاده إلى كليات جامعة عدن بالمجان، ناهيك عن ترقيع باقي شوارع وطرقات قرية عدن.

انتهازيين ومن بعدهم الطوفان، والطوفان دمر الصحة والتعليم وكل ما ورثناه عن الاستعمار البريطاني، جبنا واحد مننا لعل وعسى يشفق علينا من جور وظلم الأولين، وطلع أظلم من سابقيه، هل هو حقد أم انتقام أم سلوك ونهج مدروس ومخطط له بإحكام، من أجل أن يلعن الجنوبيين الوضع القائم ومن كانوا سببا في تعاسته ومعاناته ومأساته ويترحموا على أيام زمان.

 

باسم الوطنية الزائفة ذبحوا المواطن واستباحوا الوطن، وبكل وقاحة يغيرون مواقفهم كما يغيرون ملابسهم المدنسة والمنجسة بالنفاق وشهادة الزور والبهتان والفساد، الحياء من الإيمان، وقلة الحياء صارت سمة هذا الزمان للأسف الشديد.

مقالات الكاتب