قطر تفوز رغم الخسارة
قرأت مئات التعليقات الساخرة من نتيجة المباراة الافتتاحية في مونديال الدوحة 2022م بين منتخبي قطر الدولة المضيفة والإكوادور ضمن المجموعة الاولى.
كل هذه التعليقات تسخر من خسارة قطر امام الفريق الإكوادوري من امريكا الجنوبية، الذي هو ليس من المنتخبات الأقوى على مستوى تلك القارة.
هناك خلط بين مسألة استضافة قطر لحدث عالمي بمستوى نهائيات كأس العالم لتصفيات كرة القدم، وبين السعي للفوز بالكأس.
نعم كنا جميعا نتمنى ان يكون الفوز حليف المنتخب القطري الشقيق في مباراته الأولى وفي جميع المباريات القادمة، وما تزال أمامه فرص الفوز امام كل من السنغال وهولندا، وهذه الأمنية تراودنا تجاه كل المنتخبات العربية الشقيقة المشاركة في النهائيات.
لكن قطر الشقيقة عندما قررت خوض المنافسة على استضافة الفعالية العالمية الكبرى منذ نحو عقد لم تكن تهدف مجرد الفوز بالكأس، وإن كان من حق شعبها وكروييها الحلم بهذا.
قطر استضافت النهائيات لأغراض عدة منها تسجيل حضورٍ دوليٍ لقطر وللعالم العربي والإسلامي، وتقديم صورة مغايرة لما ارتبط باسم العرب والمسلمين من صورة شائهة تتركز في البداوة والهمجية والإسلاموفوبيا التي تروجها مراكز صناعة الرأي العام المعادية للعرب والمسلمين.
لقد نجحت قطر في اصطياد مجموعة من العصافير بحجر واحدة مهما كانت هذه الحجر عالية الكلفة.
منذ شهرين كنت في قطر بعد غياب دام نحو أحد عشر عاماً، حينما غادرتها بنهاية العام ٢٠١١م، وكانت الدوحة حاضرتها الاولى مركز إبهار وجذب وإمتاع.
لكنني وجدت الدوحة الجديدة شيئا مختلفاً كلياً بما اتاحته لي الأيام الثلاثة التي قضيتها هناك من مشاهدته من نهوض نوعي مضاعف عدة مرات على مختلف المستويات، بالمقارنة مع ما كان عليه الحال يوم غادرتها.
لقد ركضت قطر قروناً كاملة خلال عقد من الزمن، واكتسبت سمعةً عالمية كبيرة وصار هذا الاسم المكون من ثلاثة أحرف فقط يتداول على السنة أكثر من خمسة مليارات إنسان هم فقط من قيل أنهم سيتابعون مجريات المونديال العالمي.
ويبقى أمر الفوز في المباريات من عدمه رهين عوامل عديدة أخرى منها الخبرة التاريخية، تراكم التقاليد الكروية ومدى الاهلية النفسية والجسدية للاعبين، ومستوى الإعداد والاستعداد.
هنيئاً للأشقاء في قطر هذا الفوز الدبلوماسي والسياسي،
وهارد لك للخسارة في المباراة الاولى مع صادق التمنيات بالفوز في المباريات القادمة.