والقمر إماراتي
بعد كوكب المريخ يصل الإماراتي إلى القمر في بداية عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- وهو العهد الممتد للدولة التي وضعت هدفها منذ التأسيس على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون هذه البلاد وطناً شغوفاً بالذهاب إلى المستقبل.
تُعلمنا الإمارات دائماً أن التحديات هي فرص نجاح ممكنة، وهي الخصلة الموضوعة في جينات القيادة التي عرفت كيف تنقلها لشعبها الذي بات لا يعترف بالمستحيل في كل المجالات. مشروع الفضاء الإماراتي، وهو يواصل إنتاجاته من بعد الرحلة الأولى لرائدها هزاع المنصوري ثم إرسال «مسبار الأمل» إلى المريخ وإرسال المستكشف راشد إلى القمر، يؤكد أن هناك رؤية متكاملة لمشروع طموح ترغب فيه الإمارات لتكون واحدة من أهم دول العالم في علوم المستقبل ضمن القرن الحادي والعشرين.
وتوالي المهام الفضائية يقتضي بالضرورة تنميةً للبنية التحتية العلمية في البلاد، وهو ما يمكن النظر إليه عبر توظيف المناهج التعليمية ووضعها ضمن أولويات القيادة وهي تطلق خطة (نحن الإمارات 2031).
تمكين الجيل الإماراتي من أدوات المعرفة سبيل لتحقيق الأهداف الكبرى، لذلك أنشأت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في خطوة عملية لتمكين شباب وشابات البلاد من امتلاك القدرة على التعامل مع تقنيات ليس العصر الحالي بل ما هو قادم من مستجدات التكنولوجيا، وهو التحدي الكبير الذي يذهب إليه العالم متسارعاً، ولذلك استحدثت هذه الجامعة الفريدة في الشرق الأوسط، ومن دون امتلاك المعرفة، لا يمكن المنافسة في عصر تتحكم به أدوات متجددة التقنيات مختلفة عن ما مضى على العالم في عقود مضت.
قبل سنوات تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن رؤيته، التي تريد من خلالها الإمارات أن ترسل للعالم رسائل إيجابية دائماً.
وبالفعل تتجسد الرؤية بالأفعال لا بالأقوال، فما أن تُذهل الدولة الإماراتية بشيء مبهر إلا وتأتي بآخر. خمسون عاماً وضعت فيها الإمارات بصمتها في المنطقة، وتحولت فيها لأنموذج فريد صنعت من خلاله الإبهار والدهشة في التكوين السياسي ثم القدرة على تقديم المنتجات الإيجابية التي غيرت وجه الخليج العربي اقتصادياً في زمن كانت المنطقة تعيش فيه اضطرابات حادة جعلت منها القيادة فرصة نجاح يحاول الآخرون استنساخها.
«المستكشف راشد» يضع الإمارات كرابع دولة في العالم تصل إلى القمر، ويضع العرب حضورهم المؤثر في استكشافات البشرية لهذا الكون. المهمة الفضائية وراءها عمل، وقبلها رؤية قيادة وشغف شعب يُسابق الأزمنة ليكون شريكاً إيجابياً في تغيير العالم بما يمكن أن يعزز من وجودها على الأرض التي لم تتأخر الدولة الإماراتية للحظة في تقديم المبادرات العملية لحفظ مناخها وحمايتها من متغيرات مستجدة، وها هي الدول تحذو حذو الإمارات في تجاربها.
الإماراتيون منشغلون للغاية بالمستقبل، لذلك لا يمكنهم الالتفاف إلى الخلف للنظر للمتأخرين والمتخلفين عن ركب السباق نحو استكشافات الفضاء: المريخ ثم القمر ومن بعده إلى كوكب الزهرة وحتى ما بعد مجرة درب التبانة.
سيذهب هؤلاء القوم ولن يلتفتوا أبداً للوراء ولن ينشغلوا بغير المستقبل، فرهانهم على أنهم سباقون ويسابقون أنفسهم، فهذا زمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زمن الصعود إلى المستقبل.. فإذا أردت رؤية الإماراتي فعليك أن ترفع رأسك للأعلى، فهذه بلاد مكانها في العلو، لأنها تعمل وتجتهد لتعلو وتسمو.