كم علوي في هذا البلد؟؟
هي لحظات تشعر فيها بشعور مزدوج هو عبارة عن خليط من الفخر والفرح والأسى والحسرة والحيرة والتساؤل.
الصدفة وحدها قادتني إلى مشاهدة برنامج "صباحك يا عدن" على قناة "عدن المستقلة" الذي استضاف في القائمون على البرنامج ذلك الفتى النابغة ، ولا اقول الطفل، لأن علوى أكثر من فتى وشاب بما حباه الله من موهبة يمتزج فيها الإبداع بالقدرات الادبية والثقة بالنفس ببساطة ابن الريف وتطلع الفتى اليتيم لمواجهة التحديات بالذهاب نحو مستقبل مضيء بالعطاء والانفتاح على عوالم المعرفة والإبداع.
إنه المتنبي الصغير الفتى علوي أحمد علوي السعيدي.
بعد ان شاهدت تلك الحلقة معادة، ذهبت للبحث عن صفحته على تطبيق فيسبوك فشاهدت ما ادهشني من قدراته الأدبيه وموهبة الإلقاء التي تنقص الكثير من كبار الشعراء.
ترى كم علوي في بلادنا وداخل مدارسنا لم يلاقي ما يكفي من الرعاية أو استدرجته الأقدار نحو جلسات القات وتضييع الوقت في الكسف المزيف، أو انحرفت موهبته نحو العبث واللعب على اللوحات الرقمية التي تقدم الكثير من الغث والقليل النادر مما يسمن ويغني.
لا بد لي من تسجيل إعجابي الكبير بهذا العلوي الرأئع واترحم على والده الذي قاده إلى رحاب الادب والشعر وعوالم اللغة العربية الجميلة،
كما أحيي مدرسته ومعلميه وأدعوهم كما ادعو كل القائمين على التربية والتعليم في بلادنا من الوزير والوكلاء والمدراء ومدراء ومديرات المدارس وكل المعلمين والمعلمات ومعهم الآباء والأمهات إلى البحث عن أكثر من علوي في المدرسة الواحدة، فالمعادن الثمينة لا تظهر من تلقاء نفسها بل تحتاج من يكتشفها ويسوقها ومن يصقلها ويقدمها للعالم بأنقى وابهى صورة.
لك المستقبل الجميل يا علوى
وليحفظك الله ويرعاك.