عندما يتحول المعلمون إلى أجراء

منبر عدن

عن أي وضع للمعلم يتحدث البعض؟ عن حالته المعيشية المزرية التي أوصلت هذا المعلم أن يعمل أجيرآ عند تلاميذه !
أم حالة العوز التي وصل إليها ذلك المعلم وأعمت بصره وبصيرته وجعلته لا يستطيع أن يفي بأبسط إحتياجات أولاده وأسرته. 
أم حالة الإشفاق عليه في أنظار الآخرين بما فيهم طلابه الذي أصبح مصدر دخل الواحد منهم عدة أضعاف من راتب معلمه  !
وعن أي رعاية وإهتمام وإحترام وإكرام للمعلم يتحدث البعض ؟
عن قيادة فاسدة مفسدة فاحت رائحة عفن فسادها كرائحة الجيفة الميتة المتعفنة كموت ضمائرهم وأخلاقهم الوضيعة وسلوكهم الهابط وآدميتهم المفقودة وكعفن أفكارهم  التي فقدت خصائص معنى السلوك البشري. 
وعن أي إكرام أو تكريم للمعلم يتحدث البعض  ؟
بعد أن خالف أصحاب القرار فطرة الله في خلقه وصفة أنبيائه. 
فاما فطرة الله في خلقه في تكريم ابن آدم وحمله في البر والبحر وأمر الملائكة في السجود له وتكريمه جسدآ وروحآ حيآ وميتآ وتفضيله على سائر المخلوقات  .. 
أما صفات الأنبياء فهي مكارم الأخلاق الذي أتمها النبي الخاتم صلوات الله وسلامه عليه. 
فهل مفهوم الإكرام والتكريم عند البعض هي حفنة من الريالات وقصاصة من الورق المزخرف تحت اسم رسالة شكر أو شهادة تقدير بعد أن بلغ ذلك المعلم من الكبر عتيا  ، واشتعل الرأس شيبا وضعف السمع ورك البصر ولربما أصابته الأمراض المستعصية وضعفت الذاكرة أو ربما أصابه الزهيمر ووصل إلى أرذل العمر فاصبح لا يعلم بعد علمه شيئا  !
فالتكريم الحقيقي هو ليس إشفاق بعض الناس عليه ورفده بمبلغ من المال بعد أن أنتهت أجمل سنين العمر وتربى على يديه العديد من الكوادر  وحتى مثل هذا التكريم الذي لايليق بذلك القائد التربوي والإجتماعي مرهون برضاء البعض على هذا المعلم والذي يعتبر ذلك الرضاء من أهم المعايير. 
فلربما قدم ذلك المعلم إلى قاعة التكريم فاقد النظر ومنهك الجسد وغير قادر على الكلام والحركة وهناك من لا يستعيد الذاكرة لمعرفة من حواليه. 
وبإختصار تكريم المعلم هو أن ينال حقوقه المشروعة ويعيش حياة مستقرة هادئة تضمن له حق العيش الكريم على الدوام حتى يأتيه الأجل  .. غير ذلك هو ليس تكريمآ يليق بالمعلم. 
هذا رأيي فقط ولست ملزمآ به أحد ولربما خالف هذا الرأي الكثير من الزملاء وسأحترم حق التعبير عن الرأي للأخر على أن يكون سقفنا في الحديث العقل والمنطق وحسن الخلق في الحوار.