حضرموت .. لن تغرد خارج السرب !!

منبر عدن

الكل مجمع على أن حضرموت تعرضت للأقصاء والتهميش ،ونهب لخيراتها، لاسيما بعد احتلال الجنوب من نظام الإحتلال اليمني الذي وجد ضالته فيها ويستميت من أجل اطالة  عمره الاحتلالي و البقاء فيها وخصوصا وادي حضرموت الواقعة تحت  صولجانه ،وبما ان الوضع كان احتلال فقد قاومته حضرموت منذ البداية ولم ترضى بالواقع الذي فرضه عليها نظام صنعاء وتحدت آلة القمع والبطش اليمنية وقد قادت أول عمل نضالي سلمي في عام 1997م وقدمت الشهيدين بارجاش وبن همام ،وكان هذا العمل الثوري هو النواة الأولى لانطلاق ثورة الحراك الجنوبي للتخلص من الإحتلال اليمني.

لقد عمل نظام صنعاء في الفترة الماضية خاصة مع بداية انطلاق الثورة الجنوبية السلمية ،على تفريخ وتأسيس كثير من المكونات الكرتونية لخدمة اجدته متى ماشاء ،وفعلا كان لها دور مضاد للثورة وإرادة الشعب وتعمل من اجل ابقى الجنوب ضمن حظيرة العربية اليمنية  والحفاظ على مصالحهم الشخصية ،ولايهمهم مصلحة الشعب الجنوبي الذي اكتوى بنار اليمننة على مدى العقود الماضية.

الجنوب اليوم بات على أعتاب مرحلة جديدة سيشارك فيها جميع الطيف الجنوبي من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا ،وسيضع الجنوبيين النقاط على الحروف في هذا الحدث الكبير والأهم في تاريخ الجنوب،صحيح الجنوب شهد حوارات سابقة في عهد الدولة المسلوبة ،ولكنها لم تكن جنوبية خالصة بل كان ابناء العربية اليمنية لاسيما الذين كانوا يتقلدون مناصب عليا فيها مشاركين فيها ،اما اليوم فحوارنا الوطني هو جنوبي جنوبي خالص، وهذا سيعطيه زخما كبيرا وسيكون ناجحا بما تعنيه الكلمة من معنى .

من يراهن على فصل حضرموت عن جسدها الجنوبي ،فهو واهم فهي جنوبية الهوى وستظل كذلك ،مهما حاولت بعض المكونات التي تدعي أنها تمثل حضرموت المناورة في الوقت الضائع والعزف على اوتار بالية ،بأنها لن تشارك في هذا الحدث الهام والمفصلي ،والذي قلما يتكرر مثله، الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو في العاصمة عدن ،هذا شأنهم ولن تأثر مقاطعتهم أبدأ ،لان حضرموت أكبر من هذه المكونات الصغيرة التي لم يعد لها أي تأثير شعبي ولا سياسي في الشارع الحضرمي، وأغلب ابناء حضرموت مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومع استعادة الدولة وستكون حاضرة بقوة في هذا الحدث البارز .

حضرموت كانت السباقة في تفجير شرارة الثورة الجنوبية السلمية ،وكانت حاضرة في كل المنعطفات الهامة التي مر بها شعب الجنوب ،وكانت حاضرة في الدفاع عن الجنوب ضد الغزو الثاني للجنوب في عام 2015م وستبقى على عهد الشهداء وعلى دربهم سوف تسير ،ولن يلتفت ابناءها لمن يحاول اليوم الاصطياد في المياة العكرة، لأنها قد قالت كلمتها بصوت عالي من على تراب مدينة سيئون حضرموت جنوبية قبل الوحدة والشرعية يجب أن يستمع من لايزال في اذنه صمم لهذا الصوت الهادر ، ولا داعي للمكابرة والتمترس في زاوية ضيقة بعيدة عن تطلعات وآمال الشعب ،ايها الحضارم لاتنجروا خلف الابواق المأجورة التي تستميت في بث سمومها وخصوصا في هذه الأيام الحاسمة قبيل انعقاد جلسات اللقاء التشاوري عبر مواقع التواصل الأجتماعي والقنوات الساذجة ،انتظروا المفاجآت واستعدوا للمرحلة القادمة واعلموا جيدا !! أن حضرموت لن تغرد خارج السرب ..وان غدا لناظره لقريب..!

مقالات الكاتب