خمس حقائق حول لقاء الحوار الوطني الجنوبي
يسميه البعض الحوار الجنوبي-الجنوبي، ويسميه البعض الٱخر التشاور الوطني ومن ثم يطلقون على لقاء الغد الخميس 4 مايو 2023م في عدن اللقاء التشاوري الجنوبي.
لكنني سأستخدم تعبير "الحوار الوطني الجنوبي" للحديث عن العملية الحوارية كلها، وعن حدث الغد على وجه الخصوص، لأن فيه كل المضامين الثلاثة: فهو حوار حتى لو كان تشاورياً، فليس التشاور إلا صيغة من صيغ الحوار، وهو وطني لانه مكرس لهموم وقضايا ومصير كل الوطن الجنوبي، وهو جنوبي لأنه بمقدماته ونتائجه يعني كل الجنوبيين أينما كانوا ومهما كانت قناعاتهم وميولهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية وانتماءاتهم الاجتماعية والجغرافية.
وسأتوقف هنا عند الحقائق التالية
1. إنها المرة الأولى التي تطرح فيها قضايا الوطن على طاولة حوار مفتوح لجميع المبادرات والأفكار والرؤى والمنابر الجنوبية ولجميع الجنوبيين وممثليهم دونما تخندق أو تمترس أو وصاية أو استقواء من أحد على أحد.
2. إن لقاء الغد لم يأت من فراغ ولا يمثل البداية فهو تتويج لعمل طويل خاضه الإخوة في فريق الحوار الوطني الجنوبي على مدى اكثر من عامين شمل اللقاءات الفردية والجماعية مع معظم القوى والشخصيات والمكونات الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج، وقد استُعرِضت في هذا السياق كل التفاصيل المتعلقة بالقضية الجنوبية.
ومن البديهي ان البعض لم يقبل بكل او بعض ما دار في تلك اللقاءات وما قد يكون تم التوصل إليه، لكن الغالب الأعم ممن انخرطوا في الفعاليات الحوارية قد اجمع على أهمية وضرورة بناء الاصطفاف الجنوبي العريض لاستيعاب ومواجهة التحديات الماثلة أمام الشعب الجنوبي وقواه الحية.
3. إن اللقاء يأتي في وقته، إن لم يكن قد تأخر بعض الشي، لكن الفرصة لم تفت بعد، بيد إن أي تلكؤ أو تذبذب أو محاولة للتعطيل، لن يكون لها أي معنى سوى تفويت الفرصة التاريخية على الجنوبيين الحالمين باستعادة دولتهم، اقول الفرصة التي قد لا تتكرر بسهولة، كي لا أقول إن التعطيل سيخدم بوعي أو بدون وعي، أعداء المشروع الوطني الجنوبي.
4. إن انعقاد مؤتمر الحوار الجنوبي واستكمال أعماله لا يعني نهايةً للمشوار الجنوبي بل إنه بدايةٌ لمرحلةٍ جديدةٍ تختلف في مهامها وتحدياتها وأدوات عملها ووسائل تحقيق اهدافها الاستراتيجية وأهم هذه الاهداف استعادة الدولة الجنوبية بحدودها الدولية المعروفة.
5.لم يكن احد يتوقع إن يتقاطر الجميع دونما استثناء، للمشاركة في اللقاء التشاوي، وبالتالي فإن الجماعات والأفراد الذين قرروا مقاطعة الفعالية الحوارية الجنوبية قد مارسوا حقهم في الاختلاف والاعتراض، ومع ذلك سينعقد مؤتمر الحوار وسيعكف على صياغة الرؤى والتصورات وتحديد الأولويات وتعميق التحالف الوطني العريض على طريق استعادة الدولة الجنوبية، وحينها نتمنى ممن اعتقدوا أن مقاطعهم ستؤدي إلى فشل مؤتمر الحوار أن يراجعوا أنفسهم وأن يلتحقوا بالقطار الجنوبي الذي انطلق ولن يعود إلى محطة البداية إلا لتقييم النتائج واستلهام العبر والدروس.