كنت معتقلا في سجون الاحتلال اليمني ..!!
الحلقة الأخيرة :-
وبعد انتظار طويل في صالة المحكمة ،ادخولنا الى قاعة المحكمة وكان القاضي حينها سالم امبسطي الذي بدأ ينظر إلينا بعين الرحمة والعطف, وكان واقفا بجانبه محامي الدفاع عن المعتقلين المحامي راشد بن علي الحاج ووكيل النيابة الذي سرد ما في جعبته من اتهامات وطالب بانزال أشد العقوبة علينا جميعا ،وعندما جاء دور المحامي الذي دافع بقوة عن موكليه وقال إن التظاهر السلمي حق قانوني ومن حق اي مواطن يعبر عن رأيه ،وطالب بإطلاق سراح المعتقلين والاكتفاء بالفترة التي قضوها في السجن ،وبعد شد وجذب بين النيابة ومحامي الدفاع رفعت الجلسة إلى أجل غير مسمى ،وعند خروجنا مباشرة تم إعادة الاقفال الحديدية إلى أيادينا ،واخذونا إلى السيارة مرة أخرى لإعادتنا الى السجن مرة ثانية ،وكان جنود الأمن المركزي المكلفين بالحراسة يتلفظون علينا بألفاظ سيئة وجارحة لكن ما باليد حيلة ،هذا جزؤ بسيط من معاملة هؤلاء الجند المجردين من الأخلاق مع معتقلي الحراك الجنوبي الذي تجرعوا من مرارة التعذيب الجسدي والنفسي على يد قوات الاحتلال اليمني .
وعند وصولنا الى السجن من المحكمة قام أحد جنود الأمن المركزي بضرب المعتقل الوالد علي يسلم باجغلة الكبير في السن بأعقاب البندق عدة ضربات في ظهره دون أي سبب يذكر ،وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على عنجهية جنود الاحتلال الغرباء ،وعند وصولنا العنبر استقبلنا زملاءنا بالشعارات الثورية التي تعودنا على ترديدها بفخر واعتزاز كل يوم في السجن دون خوف من أحد ،وبعد ايام من عودتنا من المحكمة ،وتحديدا بتاريخ 2009/8/7م تم نقل بعض المعتقلين من السجن المركزي الى سجن آخر وهم الأخوة :-
1) ناصر محفوظ باقزقوز
2) ناصر بامثقال
3) صلاح سالم بن هامل
ولم نتمكن حينها من معرفة السبب الذي أدى إلى نقل زملاءنا الى سجن آخر وفي صبيحة اليوم الثاني وتحديدا في تاريخ 2009/8/8م تم تحويل المعتقلين التالية أسماءهم الى العنبر رقم عشرة :_
1)ضياء محورق
2)مراد مفلحي
3)جمعان عبدون
4) عبدالله راجح
ونحن كنا لا نعلم ماذا يحضر له من قبل قوات الاحتلال وقتذاك ،وفي مساء نفس اليوم وعند الساعة العاشرة تقريبا فجأة اذا بساحة السجن ممتلئة بعشرات الجند المقنعين والمدججين بالسلاح يتجولون بالقرب من عنبر معتقلوا الحراك عندها شعرت أن الليلة هذه لن تعدي خير من الأشكال المرعبة التي رأيناها بام عيوننا قمت مسرعا وأخذت قلمي ومراستي وقمت بتوثيق تاريخ هذه الحظة في تلك الليلة السوداء التي ذقنا مرارتها وتجرعناها
لقد قام جنود الاحتلال بالتلفظ على المعتقلين بألفاظ قبيحة وحصل مشادة كلامية بينهم وبين بعض المعتقلين وقاموا بضرب باب العنبر بأعقاب البنادق ولم يسكت المعتقلين عن هذا العمل الهمجي الذي قاموا به الجنود فقاموا بترديد شعارات الثورة الجنوبية في وجوههم حتى انسحبوا من عند بوابة العنبر .
وبعد منتصف الليل عاد الجنود وقد معهم أوامرهم باقتحام العنبر وقبل أن يقوموا بالاقتحام قاموا اولا بقطع الكهرباء عنه ثم قاموا باقتحامه بإطلاق أكثر من عشر قنابل مسيلة للدموع إلى داخل العنبر المغلق بتاريخ 2009/8/9م الذي لاتوجد به نوافذ سوى فتحات صغيرة ،لحظات اذا بالعنبر مظلم بكثافة الغازات التي أطلقها عناصر الأمن المركزي الكل يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثوان بسيطة انقطعت الاصوات عن الجميع الكل أغمي عليه من كثافة الغازات ،دقائق بسيطة لم نشعر الا والجميع مرميون على الأرض في ساحة السجن والجنود ينهالون بالضرب بأعقاب البنادق والعصي الكهربائية علينا جميعا .
ظل الجنود المتوحشة يضربون على المعتقلين دون رأفة حتى جاء ضابط رفيع والذي أعطى أوامره بالتوقف عن عملهم الوحشي وقال بصوت عالي اين فواز باعوم فرد عليه ابو حسن انا هنا الذي كان مرميا بالقرب مني فأعطى أوامره بإدخال المرحوم فواز رحمة الله عليه وخالد باطليلة وحسن محمد إلى الزنزانة ،وفعلا قام جنود الاحتلال بتكبيل المناضلين بالقيود الحديدية وادخلوهم الى الزازانة الموحشة التي تنعدم فيها الرؤية ونقل فيها التهوية وتكثر فيها القاذورات والحشرات والفئران ،البعض اليوم من شبابنا لا يعلمون عن كثير من المآسي التي عاشها معتقلوا الحراك الجنوبي في عموم الجنوب ،وبعد أن إدخال فواز باعوم ورفاقه الزنزانة اعطيت الأوامر بإدخال بقية المعتقلين إلى العنبر الذي لا زالت غارات القنابل المسيلة للدمور منتشرة فيه ،ولم يتم إسعاف الجرحى الذين أصيبوا في هذه الليلة السوداء لاسيما من كبار السن الذين تأثروا كثير من الدخان .
المعتقلين الذين شهدوا هذه الملحمة وقاوموا بمواجهة
جنود الأمن المركزي بصدورهم العارية وهم على النحو التالي :-
1)الفقيد فواز حسن باعوم رحمة الله عليه
2)خالد خميس باطليلة
3)علي محمد بن شحنة
4)حسين محمد الزوبري
5)حسن محمد الحامدي
6)علي يسلم باجغلة
7)صالح بامؤمن
8)كمال السومحي
9)ناصر التميمي
10)سعيد سالم بافرج
12)صبري سالمين بن حطيان
13)سالم سعيد بادقيدق
14)محمد احمد الصري
15) محمدباشيخان
16)محمود علي الحمومي
17)معاذ العمودي
18)محمد سعيد باصالح
19)اكرم مقداد
20)سالم غانم
21)خالد اليافعي
22)علي سالم الحبشي
23)خالد الحباني
24)عوض عمر باعساس
وآخرون لايتسع المجال لذكرهم في المقال .
وبعد أيام من هذه الليلة الدامية وصل إلى المعتقل معتقلين آخرين ومنهم المناضل سالم باعثمان والمناضل سالم بن دغار والمناضل محمد بن سلمان والمناضل الشيخ صالح سالم العمودي والمناضل عمر العود والعديد من المعتقلين الشباب الذي كانوا وقود الثورة وشجرتها الذين رووها بدمائهم الزكية،كما اجدها فرصة أن أقدم الشكر الكبير للجنود الحضارم الذي كانوا يعاونون معنا والذين كانوا يقومون بفك القيود الحديدية في الزنزانة عن زملاءنا .
لعلي قد وفقت في تقديم ولم جزء بسيط من المعاناة التي كنا قد عشناها خلال فترة الاعتقال من قبل جنود الاحتلال اليمني ،وانا كتبت ذلك وهذه المعلومات كشاهد على هذه المرحلة، وكوني واحد من المعتقلين الذين عاشوا هذه الفترة وحضروا في هذه الليلة السوداء والملحمة الأسطورية التي صنعناها من خلال مقاومتنا لجنود الأمن المركزي المتوحشة بصدور عارية ،ولعلي وفقت فيما قدمت من معلومات كانت مغيبة لايعلمها كثير من قياداتنا وشبابنا اليوم ،واطلب من قيادتنا السياسية أن تقوم بتوثيق مرحلة الحراك السلمي وماجرى فيه من أحداث وجرائم ومعاناة المناضلين الأوائل الذي سيروون ماحدث لهم خلال مسيرة نضالهم المستمر منذ إطلاق الثورة حتى اليوم .