الصمت عار..

منبر عدن

ناس تموت من التُخمة وناس تطوي ليلها على جوع قاتل. ناس تمشي كيلومترات لتهظم حصائد الموائد العامرة الدسمة،وناس تقطع كيلومترات لتبحث عن فتات تسد به رمقها!
ناس تعبث عبث السُفه  باللحوم والأسماك الثمينة والفواكه وغيرها وغيرها في أفخم وأرقى المطاعم،، وتنزل في فناق الرياض ودبي وقطر الوثيرة وغيرهم من البسطاء والحرافيش يفترشوف الارض وليتلحفون السماء بوجوه متجعدة شاحبة...ناس تتتهدل أوداجها وكروشها من فرط السمنة  وناس يعوزها ثمن حبتين أندومي او حبة علاج لمريض تنهشه الاورام وتستبد به العلل والاسقام وتستنزف قُوت أهله اصابة جرح نازف بُترت بسببه ذراعه او ساقه في جبهة حرب ويتمرمط اليوم بسببها بشوارع القاهرة  وعمّان والهند وعلى أبواب اللئام يستجدون لصوص السفارات والقنصليات حقوقهم المستحقة.... ناس تستلم بنادل من الدولارات والدراهم والريالات سعودية  وحوالات ومخصصات ضخمة أخرى  لا تخطر على بال بشر تأتي من الداخل والخارج، وغيرهم منتظرين ومهانين على طريقة قعدة (القرفصاء) على أبواب  مكاتب البريد ومكاتب منظمات الاغاثة او بالاحرى منظمات الإذلال واللصوصية المحلية والخارجية  ليستلم منها هذا المواطن البائس مبالغ تافهة فتات بالريال اليمني بعد شق الانفس وبعد أن يسكب كرامته على عتباتهم  ،بل ما هو أقسى أن  هناك ناس مطحونة طحن الرحى وفي الدرك الأسفل من البؤس لا تجد لها معاش او معونة او قوت يومها من أساسه!

   خلاصة الوضع نحن حيال  وضع متوحش  للغالية وظالم الى درجة الوقاحة،، ومخزي الى حد التعري ...وضع صار معه الصمت لطخة عار بوجوه كل متسبب به وصامت عنه.. فالصامتون عنه شياطيونٌ خُرس بامتياز وإ ن تبدّوا لنا على هيئة بني آدمي. 
            والله المستعان.
فقد بلغ الظلم والفساد مبلغا مريعا، في زمن شاهت فيه الوجوه،وجفَّ منها ماء الحياء والمروءة.

مقالات الكاتب