كلمة للقوى السياسية.. ماذا بعد الترحيب بخارطة الطريق؟
جميع أطراف النزاع في اليمن رحبت بخارطة الطريق الأممية للسلام والمبادرة السعودية العمانية. وهذه خطوات جيدة يمكن تسميتها باستغلال "فرصة الحد الممكن". وهذا عين السياسية وعين الحكمة اليمانية، لو استمرت إلى نهاية الطريق.
المطلوب من الجميع الان الانتقال من طور الترحيب إلى طور الفعل التفاوضي والتنفيذ العملي لما يتفق عليه، قبل فوات الأوان، فالأحداث في المنطقة تتجه بسرعة في اتجاهات عسكية ومضادة لهذه الخارطة.
التصعيد في البحر الأحمر، والضربات الأمريكية البريطانية على اليمن، وأخيرا التحشيد في الجبهات.. جميعها مهددات قد تجر اليمن إلى مرحلة جديدة من الصراع، ستكون خارج إرادة اليمنيين وخارج سيطرة الإقليم، ويصبح الملف اليمني ضمن ملفات الصراع والتخادم الإسرائيلي الأمريكي الإيراني. وهذا سيناريو أشد تعقيدا، ستكون الشرعية ومكوناتها هي الخاسر الأكبر فيه.
الأحزاب الداعمة للشرعية والمكونات المنضوية في مجلس القيادة الرئاسي، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك لتحقيق أربعة أهداف إنقاذية وملحة:
أولا: بلورة رؤية وطنية لإنقاذ مسار السلام تتكامل مع جهود الأشقاء في السعودية وعمان ومع الجهود الأممية.
ثانيا: عمل إصلاحات عميقة في جسم الشرعية تمكنها من فرض نفسها كسلطة فعلية موحدة السلاح والقرار. فبدون السلطة على الأرض ووحدة القرار لا تجدي المفاوضات!
ثالثا: تعزيز موقف الشرعية من ثوابت (السيادة والهوية والقضية الفلسطينية)، وعدم ترك الحديث عن هذه الثوابت للجماعة الحوثية منفردة.
رابعا: ممارسة فعل شعبي ضاغط لقطع الطريق على القوى الخارجية وأدواتها المحلية التي تريد تغيير مسارات الأزمة اليمنية خارج إرادة اليمنيين وجوارهم العربي.
إن تأخر القوى الوطنية وتراخيها وترددها في هذه اللحظة الفارقة سيجعلها تندم يوما ما، كما هي نادمة اليوم عن واجبات فرطت بها في لحظات فارقة سابقة.