من انتصر في معركة غزة ؟
هل انتصرت حماس في هذه المعركة؟ بالطبع لا .. آلاف الشهداء والجرحى ومايقارب ال 70٪ من منازل الشعب الفلسطيني خربت ، دمرت كل أوجه الحياة في غزة ، فقدت حماس الصف الاول والثاني وربما الثالث والرابع من قياداتها العسكرية والتنظيمية.. صحيح صمدت حماس صمودا اسطوريا شبه خارق في مواجهة الآلة الحربية الإسرائيلية الأمريكية ، خمسة عشر شهرا تحت الارض ، وبين الأنقاض والانفاق ومع ذلك حافظت إلى حد كبير على توازن الرعب ، رغم خلل موازين القوة في الحرب اللامتناظرة كما يصفها المختصون ..
..لكن في حساب المكسب والخسارة، لا احد انتصر ولاينبغي الاحتفال اليوم على ركام غزة واشلاء شهدائها ...
عرت المقاومة الفلسطينية وجه النظام العالمي الراهن واسقطت اقنعته الإنسانية الزائفة ، في ازدواجيته للمعايير وتفريغه للمبادئ ، فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية ،وقواعد القانون الدولي والإنساني ..
قبل طوفان الأقصى ، لم يكن وضع غزة وباقي المناطق الفلسطينية في رغد معيشيا وترف أمنيا ، بل كانت الأوضاع في اسوأ أحوالها ، وكادت قضية فلسطين تهمل دوليا ، هذه الحادثة ايقظت ضمير الإنسانية ، ولفتت الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي إلى مايحدث في فلسطين وحقيقة الوجه القبيح للنظام الليبرالي الإمبريالي الغربي رغم فداحة الثمن ..
وعلى الصعيد الآخر ،
تمكنت إسرائيل فقتلت وسحلت وسفكت وانتهكت ،بل دمرت البنية التحتية في غزة وإعادتها إلى المربع الأول ماديا ، لكنها لم تحقق أهداف نتنياهو في تغيير الواقع الأمني بالقضاء على حماس ، وتحرير الرهائن عسكريا ، نعم استطاع إطالة وقت المعركة للهروب من الالتزامات والضغوطات التي تواجهه داخليا فارتكب ابشع الجرائم التي ترتقي إلى مصاف جرائم الإبادة الجماعية .....
لكنها بالتأكيد تعد نهاية نتنياهو وخروجه من المشهد السياسي ، فماذا عن حماس ومصيرها السياسي ؟
والتساؤل الاهم ..هل الوصول إلى وقف إطلاق النار ،وإعادة الفلسطينين إلى غزة وتبادل الأسرى ، وكل هذه الحلول المؤقتة هي غاية الوسطاء ولب امنياتهم ، لان المشكلة موجودة وأسبابها قائمة ما تم فقط معالجة النتائج وترحيل الاسباب ..فلماذا لايدفع الوسطاء نحو حل الدولتين على حدود ٦٧م ، وإغلاق هذا الملف المقلق في المنطقة ...لقطع الطريق أمام الأطماع الإسرائيلية التوسعية ...