أنقذوا كلية ناصر !!

منبر عدن - خاص

كلية ناصر للعلوم الزراعية في حوطة لحج، وما أدراك ما كلية ناصر، هذه الكلية العريقة التي تعد اول كلية زراعة في منطقة الخليج والجزيرة العربية التي تأسست في اكتوبر 1972، هذه الكلية تأسست قبل تأسيس جامعة عدن بثلاث سنوات ولهذا فهي تعتبر أماً لجامعة عدن وليست بنتاً لها. 

هذه الكلية التي تبرع لها السلطان علي عبدالكريم العبدلي (سلطان لحج سابقا) طيب الله ثراه، تبرع لها بقصره الشخصي و مزرعته الوارفة الظلال والخضرة وجعلها وقفا للعلم والتعليم والتعلم فجزاه الله خير الجزاء. 

 

 هذه الكلية التي تعنى بتأهيل الكادر الزراعي، وأهّلت الكثير والكثير من الكوادر الزراعية ليس للجنوب فحسب بل ولعدة بلدان عربية، فلقد درس وتعلم في هذه الكلية في عصرها الذهبي طلابا من فلسطين وسوريا والأردن والصومال وجيبوتي واليمن، هذه الكلية اليوم تعاني معاناة شديدة من جراء الحرب الأخيرة، ونالها ما نالها من تجاهل وإهمال متعمد وممنهج قبل ذلك، حيث تعرضت للتدمير والسلب والنهب، وصارت اطلالا تحكي عصارة عندم. 

 

من يعيد لهذه الكلية مجدها وعصرها الذهبي الذي عاشته في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ؟؟ !! 

 

هذه الكلية كانت في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي واحة وافرة فيها الماء والخضرة والمناظر الحسنة التي تسر الناظرين، وارفة الأشجار المثمرة كأنها جنة من الجنان دؤوبة الحركة والنشاط، وكان خيرها على الجميع فإنها اليوم تشتكي (والشكوى لغير الله مذلة)، تشتكي الجحود والنكران من أهلها ومن أبنائها فهي اليوم تفتقر الى ابسط المكونات فهي تفتقر الى الماء تخيلوا كلية زراعة من غير ماء، فآبارها جفت ومضخاتها أكل الدهر عليها و شرب وتعرضت للسرقة ، ومزرعتها أصبحت صحراء قاحلة بعد ان كانت دائمة الخضرة في الأيام الخوالي تنتج ما لذ وطاب من تمور وحبوب وخضروات وفاكهة وأعلاف. 

 

هذه الكلية التي كانت تمتلك حضائر حديثة للماشية (الأبقار) والأغنام والماعز والدواجن تنتج الحليب واللحوم والبيض بكميات وافرة ناهيك عن الاستفادة منها في تعليم الطلاب وإجراء البحوث العلمية، أصبحت حضائرها اليوم خاوية على عروشها بل محطمة تنعق الغربان فيها.

هذه الكلية التي كانت تمتلك أحدث خلايا النحل (النوب) وتنتج كميات وافرة من قوت العاشقين (العسل)، أصبحت اليوم مرتعا للبعوض والذباب. 

  هذه الكلية التي كانت تمتلك معملاً صغيراً ومختبراً للصناعات الغذائية، أصبحت اليوم تندب حظها على ذاك المعمل وذاك المختبر الذي أصبح من الذكريات. 

 

إن الحديث عن كلية ناصر حديث ذو شجون، ولن نتمكن في هذه العجالة من سرد كل ما تعانيه الكلية من تدهور ونقص شديد في كل أمور العملية الأكاديمية والتعليمية والبحثية والزراعية فذلك يحتاج صفحات وصفحات لا يتسع المجال هنا لسردها. 

 

وتجدر الإشارة الى ان الطاقم الأكاديمي يعمل بكل ما أوتي من قوة ولا يدخر جهداً في سبيل النهوض بالكلية تتقدمهم في ذلك د. فاطمة محمد الفقيه عميدة الكلية على الرغم من أن أغلب الطاقم الأكاديمي قد بلغوا من العمر عتيا وتجاوزوا الأجلين (أجل السن وأجل الخدمة) ونالت الامراض والاسقام منهم ما نالت، إلا ان الكثير منهم أبو إلا أن يواصلوا المسيرة بالرغم من أن كلفة وصولهم الى الكلية تلتهم الكثير من المصروفات يتحملونها شخصياً فـ ألف تحية وتحية لهم، وجزاهم الله خيراً. 

وإننا في هذا الصدد نتوجه بنداء عاجل إلى رئاسة جامعة عدن ورئاسة جامعة لحج ووزارة التعليم العالي، وإلى محافظ لحج ومحافظ عدن وحكومة المناصفة الجنوبية - اليمنية (الشمالية) وإلى المجلس الانتقالي الجنوبي والأحزاب السياسية و إلى المنظمات الخيرية المحلية و العربية و الأجنبية و فاعلي الخير جماعات وأفراد وتجار ومواطنين وكل من يريد الخير فهذه صدقة جارية لهذا الجيل ولجيل الأولاد والأحفاد والأجيال اللاحقة طالبين منهم لفته كريمة لإنقاذ هذه الكلية العريقة. 

 

يا قوم ارحموا عزيز قوم ذل !!